و انت مار بالقرب من الطريق المؤدية إلى منطقة سيدي منصور بالحسيمة يلوح لك من بعيد أجساد من مختلف الأعمار تقفز من فوق الحائط ذهابا أو تصعده جيئة صباح مساء منذ ما يقارب السبع سنوات هؤلاء المواطنون الذين يعيشون في غفلة من التنمية المنشودة منذ سبع سنوات تلقوا فيها الوعود تلو الوعود من المسؤولين دون اي تغيير طال حياتهم .هذه المنطقة التي تقع على الطريق المؤدية الى سيدي منصور تفتقر إلى أبسط قواعد العيش الكريم في زمن التهيئة الحضرية الجديدة لمدينة الحسيمة و مكاسب منارة المتوسط و النهضة التخطيطية الجديدة التي ستشهدها المدينة في السنوات القادمة و التي تمت برمجتها في مراحل سابقة من قبل المجلس البلدي و مجلس العمالة . إن معاناة ساكنة منطقة طريق سيدي منصور و التي تصل اليوم الى سنتها السابعة تسائل القائمين على الشأن الجماعي بالحسيمة كيف لنا في زمن منارة المتوسط ان نقبل بأطفال لنا يقفزون حائطا إسمنيا و حجريا صلدا طوله 3 أمتار و يزيد بأجسادهم الصغيرة حتى يمضوا الى مدارسهم بسبب غياب تهيئة طريق معبدة لا تكلف المجلس البلدي شيئا غير أذرع العمال و ادوات يدوية .كيف لنا ان نقبل في زمن نموذج المدينة " الوجهة " بإنعدام مسلك طرقي بسيط يمكن العجزة و أصحاب العاهات و الأمراض المزمنة من الإستفادة من خدمات الإغاثة الصحية داخل مدار مدينة الحسيمة و بعيدا عن مقر المجلس البلدي بأقل من مسافة الكيلومتر .هل عميت برامجنا التنموية عن فك العزلة حتى حول محيط المجلس بله الأماكن البعيدة !!!!! ساكنة طريق سيدي منصور قد ضجت بحالها و أصبح نمط حياتها وصمة عار على جبين الفاعل التنموي بالمدينة حيث لا زال المواطنون بهذه المنطقة محرومون من خدمات شبكة التطهير السائل و خدمات شبكتي الماء و الكهرباء بالإضافة الى انعدام مسلك طرقي تستعمله الساكنة كممر بدل مخاطر القفز فوق حائط إسمنتي يفوق الثلاثة أمتار و ما يشكله من مخاطر على الأطفال الصغار و العجزة و أصحاب العاهات في مشهد يتكرر كل مرة أمام سمع و أنظار السلطات المحلية و المنتخبون منذ سبع سنوات . إن وضعية حي طريق سيدي منصور حيث أن المنطقة العليا منه مجهزة بخدمات التطهير و الماء و الكهرباء و كذلك المنطقة السفلى منه الواقع فوق منحدر و الذي تمت تهيئته باستثناء منطقة صغيرة تؤوي منازل العديد من المواطنين ظلت على حالها بلا ربط لشبكة الماء و الكهرباء و التطهير و ممر طرقي و الذي يجب على السلطات المنتخبة و المحلية المسارعة الى تهيئته و تمكين سكان هذا الحي من شواهد الصلاحية حتى يمكنهم الإستفادة من خدمات الكهرباء و الماء عاجلا تفاديا لما لا يحمد عقباه خصوصا و ان ساكنة هذه المنطقة تعيش ظروفا صعبة جدا و لا منطقية فكيف بمدار حضري ان يظل مواطنوه معذبون و محرومون من أبسط قواعد العيش الكريم ممر طرقي و ربط لخدمات الماء و الكهرباء و هي مطالب عادية جدا خصوصا و ان جميع الحي اصبح مستفيدا عدا هذه المنطقة. إن من بين أبسط قواعد حقوق الإنسان التي ينص عليها دستورنا هو الحق في حياة كريمة و سط بيئة صحية كريمة توفر أدنى درجات الحماية للمواطنين و هذا ما لا يمكن ان يتأتى في غياب الخدمات الأساسية لهذا الحي الذي لا يزال أطفاله يراجعون دروسهم فيها على ضوء الشموع و لا زالت نساؤه يحملن فوق ظهورهن دلاء الماء المملوءة من ساقية الماء الوحيدة بالحي و لا زال كبار السن فيها محرومون من أداء الصلوات فيها بالمسجد جراء إنعدام ممر طرقي بسيط لا يكلف شيئا غير بضعة عمال و ادوات يدوية .هذه الكليشيهات جميعا تنتمي لحسيمة اليوم حسيمة المنارة و الوجهة السياحية و الأوراش الكبرى و التى لم يستفد منها حي طريق سيدي منصور الى اليوم فهل من مجيب . جمال الدين أجليان . رئيس جمعية رباط الريف للتنمية الترابية و المستدامة بالحسيمة . رئيس مركز " الحق و القانون"للحريات و الحقوق الدستورية .