تجد الثقافة الأمازيغية، ذات التقاليد الشفوية، تعبيرها الأكثر غنى تطورا في الحكايات والأغاني. وإذا كانت الحكايات تنتقل من جيل إلى جيل دون تغييرات جوهرية في الكلمات والمضمون، فإن الأغاني (أي الأشعار) تختلف وتتغير من عصر إلى آخر وفقا للظروف الداخلية للمجتمع الريفي أو وفقا للتأثيرات الأجنبية والخارجية. بمعنى أنه لا نجد في الريف كلمات أغنية ضاربة في القدم مثلما نجده في القصص الشعبي. ويهدف هذا المقال إلى تناول خصائص الغناء والفن الموسيقي في منطقة الريف، وخاصة في الحسيمة ونواحيها، و التحولات الحالية لهذا الشكل من أشكال التعبير الفني. و يجدر قبل ذلك ان نذكر بأن اللغة المتداولة بإقليم الحسيمة تنقسم إلى ثلاث لهجات: الجزء الغربي (ترجيست، كتامة) حيث نجد اللهجة العربية وأمازيغية صنهاجة، والجزء الشرقي حيث تتداول لهجة الأمازيغية الريفية. وهذه المنطقة الأخيرة هي التي تشكل موضوع هذا المقال. بداية، يجب التمييز، حسب ذ.محمد أوبنعل، الباحث في علم الاجتماع بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بين الغناء المحلي أو المشترك (communautaire) غير مهني وغير مؤدى عنه، وبين الغناء الاحترافي (professionnel) الذي يتم فيه استدعاء فرق موسيقية مقابل أجرة معينة، بمعنى أن الموسيقي أو المغني يتخذ فنه مهنة يعيش منها. الغناء المحلي التقليدي ينتمي إلى أشكال الغناء والرقص والموسيقى التي يتم أداؤها بمناسبة حفلات الزفاف، والمواسم مثل العنصرة، وتويزة، حيث يشارك الرجال والنساء من نفس ادشار (الدوار) في الاحتفالات، دون الحاجة إلى استدعاء فرقة أو فرق موسيقية محترفة. إذ يشبه هذا النوع من العروض الجماعية ما كان يجري القيام به أو لايزال في مناطق أخرى من شمال أفريقيا: مثل الأحواش في سوس، أو أحيدوس في الأطلس. وفي هذه المناسبات يتم ترديد "إزران" مع لازمة "رلا بويا". وهنا نقدم وصفا متواضعا لما كانت تقوم عليه أشكال الفرجة الجماعية القروية التقليدية إلى عهد قريب بالريف (إلى حدود التسعينيات من القرن الماضي، على وجه التقريب). في حفلات الزفاف، على سبيل المثال، يتم تنظيم احتفالات الفرجة بعد العشاء. من أجل ذلك يختار أهل الحفل أو مساعدوهم مكانا (مَسْرحا) مناسبا للفرجة: إما فناء منزل ريفي كبير، أو ساحة خارج المنزل، أكثر سعة وانبساطا، علما بأن سكان الريف لم يتخذوا دائما مساكنهم على أراض سهلة ومنبسطة. هذه الساحة المعدة لتلقي الفرجة تسمى "لمراح"، أو "رمراح". في الوسط، توقد نار هائلة من الخشب، وستكون لهذه النار المشتعلة العديد من الفوائد والاستخدامات، منها: إضاءة المكان، وتسخين البنادر أو ما شابهها، وغلي الماء لإعداد الشاي. كما أن هذه النار هي مصدر للحرارة وتدفئة الجو وتنشيطه، ومن ثم فهي رمز أساسي وإعلان ببداية الفرجة. فعلامة إقامة الفرجة لدى الحضور أو الزوار هي إيقاد هذه النار الملتهبة، علما بأنه لم تكن هناك بعد إنارة كهربائية في البوادي. (في هذا النوع من الفرجة، يمكن الرجوع إلى لوحات الفنان السكاكي عبد القادر الذي وصف المشهد بفرشاته). لجلوس الحاضرين حول ساحة الفرجة، توضع حصائر من الأسل (أزراف) أو الحلفاء (أري)، مرتبة على شكل دائري. أحيانا تغطى تلك الحصائر ببطانيات أو زرابي، وقد تضاف وسائد... (حسب الأحوال المادية و الاجتماعية للعائلات) . يتم تخصيص أزيد من نصف الدائرة كمكان لجلوس الرجال الذين توضع أمامهم موائد وأوان لتحضير الشاي. أما النصف الثاني المتبقي من الدائرة، والمقابل لتجمع الرجال، فهو مخصص للنساء. وغالبا ما يكون مكان النساء هذا محاذيا لمنزل صاحب الحفل (العريس)، ملاصقا به، حتى يسهل عليهن الاحتماء داخل المنزل إن حدثت فوضى. إذ كانت تحدث أحيانا فوضى عارمة لسبب أولآخر، وتسمى "ثرز اثمغرا". تنتظم الفتيات في مجموعات من أربع، وبيدهن بنادر للضرب ، ثم يتقدمن إلى وسط الساحة (لمراح)، لغناء إزران (أبيات شعرية ريفية). هذه الأبيات تتخللها لازمة "رلا بويا" التي لها دور في تثبيت اللحن وضبط الإيقاع، و توفير مهلة التفكير في استظهار أو ارتجال إزران جدد. لذلك ظل الغناء الريفي يسمى "رلا بويا" تبعا لتلك اللازمة المستعملة لضبط الوزن واللحن. يجب التذكير بأن الغناء المحلي أو المشترك في مثل هذه المناسبات يكون من اختصاص الفتيات فقط. يحكى أنه قديما حتى النساء المتزوجات يمكن أن يغنين في الأماكن العامة، ولكن في الحالة التي نصفها هنا، فإن الفتيات العازبات وحدهن من كن ينشطن الحفلة، ويسمح للمتزوجات أن يزغردن. وإذا ما حدث أن خرجت لساحة الغناء (لمراح) أكثر من فرقة في الوقت نفسه، وفعلا كثيرا ماكانت تخرج أكثر من فرقة، فيؤدي ذلك إلى نوع من اختلاط "إزران". وينتج عن ذلك التداخل في الأصوات والإيقاعات بعض النشاز المثير للضحك، والمثير لصيحات الفرح والزغاريد أيضا. يستمع الجميع ويستمتع بإبداع وشاعرية إزران، ومن حين لآخر يقوم الرجال بإلقاء صيحات للتعبير عن التقدير والإعجاب والفرح. و يسمح بذلك الصياح المعبر عن الإعجاب (والسخرية أحيانا) والمسمى "أعيض" فقط للمحليين من أهالي العريس، ولا يسمح به للزائرين الذين أتوا من بعيد، أي من مداشر أو من قبائل وأماكن أخرى. وما قلناه عن حفلات الأعراس، هو نفسه من جملة ما كان يحدث في حفلات العنصرة، التي تصادف اليوم السابع من يوليوز، والتي اندثر الاحتفال بها منذ سنوات الثمانينيات. أما في ثيويزوين ، وهي جمع كلمة "ثويزة" التي تعني العمل التطوعي الجماعي، والتي غالبا ما تنظم أثناء موسم الحصاد لجمع المحاصيل الزراعية، فالغناء المشترك يمكن أن يشارك فيه الرجال أيضا، خصوصا إن كانوا وحدهم، أو في جهة بعيدة شيئا ما عن الفتيات. تجدهم يغنون ويصيحون بصوت عال لتخفيف العبء وللترويح عن النفس. ذلك إذن هو النوع الأول من الغناء بالريف، وقد تصادفه ولو بدون مناسبة، في الحقول أو جمع الكلإ أو الحطب أو جلب الماء... وهو موجود في كل المناطق وسمته الأساسية أنه عفوي وبسيط ولا يؤدى عنه أجر والمشاركة فيه مفتوحة للجميع، لمن له صوت جميل أو غير جميل، لأنه غناء بعيد عن الحضور والمتفرجين. أما بالنسبة للغناء الاحترافي (وهو النوع الثاني من الغناء)، فتؤديه تقليديا مجموعات تسمى محليا ب "إمذيازن" . إنهم مغنون وموسيقيون مهنيون، مدربون تدريبا جيدا، مثل مجموعة "الشيخ موحند وأبناؤه"، و"ثاوا نشيخ عيسى" في إمزورن، وغيرهم. إنهم يعملون مقابل أجر نقدي أو عيني لتنشيط حفل زفاف، ومرافقة عروس إلى منزل الزوجية، وتنشيط احتفال بمولود، واستقبال حاج بمناسبة عودته من مكةالمكرمة، إلخ. والآلات الموسيقية الأكثر انتشارا لديهم كانت البندير والطبل والناي والغيطة وأحيانا آلة الزمار (آلة للنفخ تنتهي بقرني ثور). وفرق إمذيازن هذه تنتقل طبعا من مكان إلى آخر حسب الطلب، وعملها الأساسي هوالموسيقى والغناء والتنشيط الفرجوي. ويمكن التعاقد مع أفراد الفرقة في الحسيمة وإمزورن وتاركيست، أو أثناء البحث عنهم في عرس أو احتفال ما. هذه الأشكال من الاحتفالات التقليدية، التي كانت تنظم بالطريقة المذكورة أعلاه (أكانت محلية أم مهنية)، قد انخفضت اليوم شعبيتها، مما فسح المجال لأنماط أخرى من الأغاني و الموسيقى والتنشيط.
ولادة أشكال موسيقية جديدة وبما أن لكل تغيير أسبابه وحيثياته، فمن أسباب التحول في الغناء الريفي (كما في مناطق أخرى)، نجد في البداية الانتشار الواسع لاستعمال البطاريات، مما مكن من تشغيل مكبرات الصوت. بعد ذلك، مع توسيع شبكة الربط الكهربائي ستستعمل آلات موسيقية جديدة مثل القيثارة الكهربائية والباص والبيانو الكهربائي والميكروفون ومكبر الصوت (البافل) ... كما أن تقنيات التواصل الجديدة ساهمت بدورها في تطوير الأغنية الريفية، مثل بث الأغاني عبر الراديو والتلفزيون، وانتشار أجهزة التسجيل مثل مشغل الكاسيت والفيديو والتسجيل في الأستوديو، والاتجار في كل تلك المنتجات السمعية-البصرية وبيعها في أماكن خاصة أو في الأسواق... وكذلك ظهور قاعات مخصصة للحفلات والأفراح، وإقامة حفلات موسيقية وغنائية ومهرجانات في الساحات العمومية، كلها عوامل ساعدت على ظهور أشكال موسيقية جديدة ودفعت إلى ميلاد مجموعات غنائية معاصرة. عند نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، ستظهر إذن أشكال أخرى من الموسيقى والغناء. حيث تم التحول من أبيات شعرية قصيرة، عبارة عن مقطوعات إزران متبوعة بلازمة "رلا بويا"، إلى قصائد أطول على شكل نصوص شعرية لها وحدة الموضوع. فمع بداية التسجيل وتسويق الأغاني ستتسع دائرة المتلقين وسينعكس كل ذلك على نوعية الأغاني واختيار الكلمات والموسيقى... ولكن التحول الأهم سيتضح على مستوى الآلات الموسيقية المستعملة. ففي بلدة الحسيمة، كان أول فنان يسجل ألبومه هو قاسم الورياشي ( قوسميت). خلق تجديدا باستخدامه لآلات عصرية: الغيتار والباص والباتري ... ومن خلال إبداعه لأغاني على شكل قصائد شعرية معنونه ومحترمة لوحدة الموضوع والمعنى. بدأ قوسميت مسيرته الموسيقية في عام 1977 وسجل ألبومه في عام 1979 في الدارالبيضاء. وهو يتعامل مع قضايا الواقع المعيشي مثل البطالة، ووضعية المرأة، والهجرة، وهروب الزمن، وما إلى ذلك. سيساعد قوسميت لاحقا العديد من الفنانين الشباب في مشاريعهم. وافته المنية رحمة الله عليه بطنجة سنة 2023. بعد ذلك، نجد مجموعة تواتون (معناها المنسيون)، التي تأثرت بموجة ناس الغيوان، على غرار مجموعة إزنزارن في سوس، ومجموعات أخرى عديدة، مما يسمى فنهم بالموجة الغيوانية أو بالنمط الغيواني. يكمن أسلوبهم المشترك في اختيار الأغنية الملتزمة مصحوبة بآلات بسيطة مثل البانجو والطمطم والبندير. إنه أسلوب موسيقي حيث يردد الجوق (الكورال) الأبيات التي يطلقها المغني الرئيسي. وهو نفس الأسلوب الغنائي لدى فرق موسيقية من الناظور مثل إريزام، بنعمان، إسفضاون، إسغوان ، إنومازيغ، الخ. وبسبب أغانيها الملتزمة، كثيرا ما كانت هذه الفرق الموسيقية الجديدة تتعرض لضغوطات ومضايقات، مثلما حدث مع بوجمعة العضو الرئيسي لمجموعة تواتون الذي تم اعتقاله ومحاكمته. بعد ذلك سيهاجر إلى الديار الاسبانية إسوة بالعديد من أصدقائه، وسيستمر في مسيرته الفنية صحبة عبد الحق أقندوش وآخرين. تحمل أغاني تواتون عناوين من قبيل: ادهار أبران، أبريذ إنو اذوا، رحبوساث عمارن، ثزروت ن نكور، عبد الكريم، ثنايي يما، الخ. (ولتفاصيل أكثر دقة حول مجموعة تواتون يمكن الرجوع إلى سلسلة مقالات من إعداد محمد الزياني، والمنشورة بموقع ألتبريس) ثيدرين (السنابل)، هي مجموعة موسيقية مشهورة في الحسيمة وفي اوروبا (الشتات). تشكلت من قبل الفنان والشاعر الكبير حسن ثيدرين (حسن الفارسي) في الثمانينيات. من بين أعضاء المجموعة امحند أبطوي وجمال باكو، المستقران في هولندا. تصر كلمات مجموعة ثيدرين على الهوية الأمازيغية والذاكرة المحلية لمقاومة الاستعمار الإسباني، ومناهضة الفساد والقمع بشتى أنواعه. كانت أغانيهم تعاني من الرقابة و الضغوطات، إسوة بكل الفنانين الملتزمين الآخرين. يعبر أعضاء المجموعة عن غضبهم وعن مواجهة الظلم والبؤس والكراهية المكرسة للريف من قبل المخزن آنذاك. ثيدرين مجموعة تندد وتطالب وتكافح من أجل الكرامة. تميزت منذ عقود بأسلوبها الأصلي والخاص بها الذي يجمع بين الإيقاعات القديمة والموسيقى العالمية. من بين أغانيها: خاتشي روازنة، فوس ك فوس، أزول، بييا، مين نووي، موحند أمقران، وخا اندناي... وفي سنة 2009، ستظهر مجموعة أخرى تقوم بتوليف بين الموسيقى التقليدية والموسيقى الحديثة: مجموعة أكراف Agraf ، والتي تعني "خلية نحل". فبحسب رأيهم، ترمز هذا التسمية إلى "أن كل عضو في المجموعة يعمل كنحلة في خليتها. المجموعة تحول رسالتها إلى موسيقى كما تحول النحل قوتها إلى عسل." وهذه المجموعة ما زالت تشتغل وتنتج، وتلقى ترحيبا واسعا بين الجماهير داخل المغرب وخارجه. الحراك (حركة الاحتجاج) الذي اندلع في مدينة الحسيمة بعد وفاة بائع السمك محسن فكري في أكتوبر 2016، شهد اعتقالات طالت حتى الفنانين مثل سيليا الزياني، أنس الخطابي (مغني الراب)، بدر بولحجل من مجموعة أكراف المذكورة. أما مجموعة ريفانا Rifana، التي تأسست منذ عام 1992، انتظرت عشرين عامًا لرؤية إصدار ألبومها الأول "إزران" في عام 2012. حصلت المجموعة على الجائزة الأولى للأغنية الأمازيغية الحديثة من قبل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في عام 2016 لألبومها الثاني "أراغي". يتناول الألبوم، الذي قام بتأليفه وغنائه فريد الحمديوي، قضايا اجتماعية وإنسانية مثل الهوية، والهجرة، والذاكرة، والتاريخ، والمشاعر الإنسانية، إلخ. فيما يتعلق بالأسلوب، تستمد المجموعة من أنماط متنوعة بحيث تقدم مزيجا جميلا من الإبداعات الموسيقية. ثغراسث thaghrastهي مجموعة موسيقية تأسست في عام 2006. رأى النور ألبومها الأول في عام 2010. شاركت المجموعة في مهرجانات كبيرة مثل مهرجان موازين، وفي ملتقيات أخرى مثل: أغادير، الرشيدية، مكناس، فاس، الناظور، الرباط... على الرغم من غياب قاعات العزف والتدريب وعدم حصولها على أي تمويل، وصلت ثغراسث إلى المركز الثاني من بين 25 مجموعة مشاركة في الدورة التاسعة من "الموسيقى الإثنية بلا حدود" التي نظمت في إسبانيا عام 2012. فيما يتعلق بمنطقة الحسيمة وما حولها، لا يمكننا تعداد كل الفنانين المعروفين بالفعل، أو الذين لا يزالون يبحثون عن تحقيق طموحاتهم في الأغنية الريفية. وبعجالة نكتفي بذكر: علال شيلح، حفيظ تيفريجاس، إيمطاون، سوليت، محمد نوميديا، محمد زياني، نبيل ثويزا، فرقة سيفاكس، rif experience، سيليا زياني، لينا شريف، سلوى سكاكي، والقائمة طويلة. لقد قاموا بثورة حقيقية في مجال الغناء بالريف، لحنا وكلمات وآلات موسيقية. بينما ظل البعض الآخر وفيا لتقاليد "رلا بويا" وأغاني الإزران وقاموا بتجديد الآلات فقط، مثل سلام الريفي، ميلودة، فريدة الحسيمية، محمد أمين. هذا، وطبعا لم نتكلم هنا إلا عن الحسيمة كما اقتضاه موضوع المقال، ولم نستحضر مناطق أخرى من الريف. أخيرًا، لا يجب نسيان مجموعة من الفنانين الذين انتشروا في أوروبا، والذين يشيرون في أغانيهم إلى بلادهم الأصلية، تمازغا. نشير في هذا السياق إلى المجموعة الشهيرة والموهوبة "إمتلاع" المقيمة في هولندا، التي تمزج موسيقاها بتأثيرات عالمية، مساهمة في التواصل وتبادل الثقافات بين المجتمعات. إذ تساهم أغاني المجموعة في إعادة الآلاف من الريفيين إلى تواصلهم مع ثقافتهم الأصلية. وتعتبر إمتلاع واحدة من أفضل فرق الموسيقى الأمازيغية في أوروبا. كما لا ننسى مواكبة الأغنية بالريف عامة وبالحسيمة خاصة، للتطورات المستجدة والتقنيات المعاصرة، مثل دور الديجي في تنشيط الحفلات أو في إنتاج مقطوعات للبيع. في الختام، نرى أن مجال الموسيقى في الريف قد تطور بشكل كبير. لقد حدث التحول من مقطوعات إزران بسيطة يتم التفكير فيها بعجالة وتؤديها فتيات للاستهلاك المحلي الضيق أثناء الزفاف على إيقاع البندير، إلى أشكال من النصوص الشعرية المعقدة التي أبدعها فنانو الكلمة بعد مجهود طويل، مصحوبة بآلات حديثة في أيدي محترفين موهوبين.