قرر رؤساء بعض الجماعات الترابية باقليم الحسيمة، تنظيم تنقلات جماعية لفائدة الطلبة نحو مدن تطوانوطنجة لاجتياز الامتحانات الجامعية الربيعية المؤجلة. ورغم جهود الدولة المتواصلة والرامية إلى التخفيف من التنقلات بين المدن لمحاصرة انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أن بعض رؤساء الجماعات باقليم الحسيمة، اختاروا معاكسة تيار هذه المجهودات التي انخرطت فيها جل المؤسسات العمومية بما فيها الجامعات، حيث نظموا تنقلات جماعية نحو تطوانوطنجة لفائدة تلاميذ هاته الجماعات، في الوقت الذي باتت فيه الوضعية الوبائية بالبلاد جد مقلقة. َويأتي تنظيم هذه التنقلات الجماعية من لدن هذه الجماعات، في تجاهل تام لقرار وزارة التعليم القاضي بتقريب مراكز الامتحانات للطلبة، وهو القرار الذي فعلته جل الجامعات المغربية وعلى رأسها جامعة عبد المالك السعدي. فرغم تخصيص هذه الأخيرة مراكز إقليمية للامتحانات تشمل جل أقاليم جهة طنجةتطوان الحسمية، وهي المراكز التي قد تتوزع ايظا داخل الأقاليم على مناطق مختلفة، في إطار الجهود الرامية إلى التقليص ما أمكن من التنقلات بين المدن، عبر تقريب مراكز الامتحانات للطلبة للحيلولة دون تنقلهم خارج الأقاليم، إلا أن رؤساء بعض الجماعات أداروا الظهر لهذه المبادرة، و اختاروا السير عكس التوجه العام عبر نقل الطلبة في حافلات للنقل المدرسي خارج الاقليم صوب كل من تطوانوطنجة رغم وجود مراكز للامتحانات باقليم الحسيمة، ضاربين عرض الحائط كل الجهود الرامية إلى التقليص من موجة التنقلات خلال هذه الامتحانات لاسيما وأن هذه التنقلات كانت سببا رئيسيا في تفشي الوباء خلال الفترة الأخيرة. وأثارت هذه المبادرة، استغراب المتتبعين، خاصة وأنها استبقت حتى الإعلان عن البرمجة النهائية لتواريخ الامتحانات و مراكزها التي قد تتوزع على مختلف مناطق إقليمالحسيمة وباقي أقاليم الجهة، كما أنها تتناقض وبشكل صارخ وغير مفهوم مع الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمحاصرة فيروس كورونا لاسيما إجراءات وزارة التربية والتعليم عبر رئاسة جامعة عبد المالك السعدي، وباقي الجامعات، وعلى رأسها القرار القاضي باحتياز الطلبة للامتحانات في أقاليم إقامتهم.