قال نور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب أن الحكومة المغربية قد خدلت الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ولم تكن في مستوى العناية السامية لجلالة الملك بأبناء الوطن في المهجر، وهو التقييم العام لعمل الحكومة في عدد كبير من السياسات العمومية. واعتبر مضيان في لقاء تواصلي لوفد عن قيادة حزب الاستقلال مع عدد من الاقتصاديين والمستثمرين المغاربة المقيمين بفرنسا، أن الحكومة الحالية، “قد كرست للأسف الشديدة سياسات عقيمة اتجاه أبناء الوطن في المهجر بالاقتصار على تدبير كلاسيكي لموسم العودة خلال كل صيف، في الوقت الذي أهدرت فيه فرصا كبيرة للتنمية عبر استثمار طاقات عظمى لأبناء الجالية المغربية سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، مؤكدا أن ست ملايين من الكفاءات المغربية بالخارج قد استطاعت أن تجيب بشكل قوي على تجاهل الحكومة لها، بتقلد مناصب مهمة في المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية وخاصة باوروبا، وهو ما ينبغي أن يكون فخرا لكل الشعب المغربي « . وشدد مضيان على أن الخبرات التي تتوفر في كفاءات الجالية المغربية المقيمة بالخارج تصطدم دائما بقصور رؤية الحكومة وهيمنة البيروقراطية الإدارية التي دعا جلالة الملك في خطاب للشعب إلى ضرورة إصلاحها باستعجال كبير. ونوه مضيان إلى أن الإنصات الجيد والممأسس لهموم وتطلعات المغاربة المقيمين بالخارج، وخاصة الذين قرروا خوض تجربة الاستثمار ونقل التجارب الرائدة للوطن كان سيساهم في تحقيق نقط نمو إضافية مادامت الحكومة تعاني في تحقيق ما وعدت به في المجال التنموي والاقتصادي في برنامجها الحكومي. مضيان اعتبر أن مدخل استثمار الطاقات المغربية المقيمة بالخارج، والتي لا تمل من التعلق بوطنها، يمر حصرا عبر مدخل تكريس الخيار الديموقراطي وتمكين ستة ملايين من مغاربة العالم من حقهم الدستوري في المشاركة السياسية المباشرة وخاصة ولوج البرلمان، مؤكدا أنه وبالرغم من حرص جلالة الملك على التواصل مع أبناء الجالية المغربية وتخصيص قطاعات وزارية ومؤسسات دستورية دائمة للاهتمام بشؤونهم، فإن الحكومة لم توفق في التقاط الاشارة الملكية، ورفضت بغرابة مقترحا للفريق الاستقلالي بتخصيص 60 مقعدا في البرلمان، للجالية المغربية، عبر تغيير القانون التنظيمي لمجلس النواب، وهو الرقم الذي يتناسب وعددها. ودعا مضيان الحكومة إلى امتلاك الشجاعة لتحويل شعاراتها الرنانة اتجاه أبناء الوطن في المهجر إلى قرارات حكومية ملموسة وخاصة ضمان تمثيلية عادلة لهم في مجلس النواب وفي عدد من المؤسسات الاستشارية ومؤسسات الحكامة، والتي رفضت ايضا الأغلبية الحكومية تعديلات استقلالية بشأنها . ودعا مضيان خلال ذات اللقاء أبناء الجالية المغربيةالى الانخراط المكثف في الأحزاب الوطنية وعلى رأسها حزب الاستقلال، باعتبار أنه كان دائما منبرا صادقا بهمومهم حيث كان أول حزب يرشح عضو من الجالية المغربية بالبرلمان سنة 1984، وباعتبار تنصيص قانونه الأساسي على تمثيليتهم في كافة المؤسسات الحزبية، وانتقد مضيان ضعف الحكومية في تمكين أبناء المهجر من لغاتهم الدستورية وخاصة الجيلين الأخيرين، اسوة بالحكومات التي تحترم دستورها ولغاتها الام.