تجدد الجدل بين النيابة العامة ودفاع المعتقل المرتضى إعمراشن، أحد أبرز نشطاء حراك الريف المحكوم ابتدائيا بالسجن خمس سنوات، وذلك خلال مرحلة الاستئناف اليوم الأربعاء بغرفة الجنايات الاستئنافية بسلا. في هذا الصدد، دعا دفاع إعمراشن، المدان بالتحريض والإشادة بالإرهاب، إلى استبعاد محاضر الشرطة التي قال "إنها انتزعت تحت الضغط والإكراه، وتضمنت اعترافات وتصريحات لم تصدر عنه"، لكن ممثل النيابة العامة اعتبر أن المزاعم التي أثارها الدفاع لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن المتهم لم يتحدث عن تعرضه للإكراه أو التعذيب خلال مثوله أمام قاضي التحقيق مرفوقا بدفاعه. وتعقيبا على النيابة العامة، قال المحامي محمد المسعودي "إن مرتضى إعمراشن لم يتحدث عن الضغط والإكراه الذي مورس في حقه أثناء الحراسة النظرية لأن دفاعه تلقى إشارات إيجابية مفادها أن ملفه فارغ، وأنه سيتم إطلاق سراحه"، لكن ممثل النيابة العامة ظل متشبثا بأن إعمراشن اعترف بالمنسوب إليه، وأنه لم يتعرض لأي إكراه. من جهة أخرى، جدد دفاع إعمراشن طلبه بتمتيع الأخير بالسراح المؤقت، مشيرا إلى أنه تتوفر فيه كل ضمانات الحضور، كما سبق لقاضي التحقيق أن منحه السراح المؤقت بناء على ملتمس من النيابة العامة، وهو ما أثار حفيظة ممثل النيابة العامة، الذي نفى أن تكون هذه الأخيرة قد التمست يوما تمتيع إعمراشن بالسراح المؤقت، لكن الدفاع أخرج وثيقة قرار السراح المؤقت لإعمراشن وتلاها على رئيس الجلسة، مؤكدا أن قاضي التحقيق علل قراره بملتمس النيابة العامة، مما تسبب في ارتباك ممثل النيابة العامة، الذي اعترض حينما تناول الكلمة للمرة الثانية على طلب السراح المؤقت دون تعليل اعتراضه. إلى ذلك، قررت المحكمة تأجيل مناقشة موضوع الملف إلى غاية 18 من الشهر الجاري. وكانت منظمة"هيومان رايتس ووتش" قد طالبت باطلاق سراح إعمراشن، معتبرة أن اعتقاله جاء بسبب نشاطه في احتجاجات حراك الريف. وتقول المنظمة إن محضر الشرطة القضائية ركز على تدوينتين لإعمراشن على "فيسبوك". في الأولى، نشر خبر اغتيال سفير روسيا في تركيا في 19 دجنبر 2016 من قبل شرطي تركي يُعتقد أنه قام بهذا الفعل باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف ب"داعش"). وتضيف المنظمة أن "تدوينة إعمراشن على فيسبوك لم تكن تعليقا على الخبر بل فقط إخبارا، مثلما فعلت العديد من وسائل الإعلام، بأن "القاتل صرخ: 'نحن نموت في حلب، وأنتم تموتون هنا‘". لكنه أضاف في وقت لاحق من ذلك اليوم أن "قتل السفير الروسي جريمة إرهابية والقاتل مُجرم... مهما كانت دوافعه". وتشير المنظمة الحقوقية أنه يوم 9 يونيو 2017، كتب إعمراشن عن قوله لأحد الصحفيين إن زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، الذي زاره في تورا بورا بأفغانستان، أمره بإدخال أسلحة إلى الريف، لكنه قال أمام المحكمة إن التدوينة كانت ساخرة بشكل واضح، لأنه لم يسبق له أن زار أفغانستان...