تساءل الملك محمد السادس في خطاب ألقاء اليوم أمام النواب بمناسبة افتتاح الولاية التشريعية ما إذا كان المواطنون سيطلبون تدخله لو كانت الإدارة تقوم بعملها على أكمل وجه. وقال الملك محمد السادس أن المواطنين يلجؤون إليه بسبب انغلاق الأبواب أمامهم ، أو لتقصير الإدارة في خدمتهم ، أو للتشكي من ظلم أصابهمن مؤكدا أنه يعتز بالتعامل المباشر مع أبناء شعبه، وبقضاء حاجاتهم البسيطة. وأضاف الملك أن كلام كثير يقال بخصوص لقاء المواطنين به، ويلتمسون مساعدته في حل العديد من المشاكل والصعوبات، مستخلصا أن هذا يعني أن هناك خللا في مكان ما وأكد أن المرافق والإدارات العمومية، تعاني من عدة نقائص، تتعلق بالضعف في الأداء، و في جودة الخدمات، التي تقدمها للمواطنين، وتعاني من التضخم ومن قلة الكفاءة ، وغياب روح المسؤولية لدى العديد من الموظفين. واستطرد الملك محمد السادس قائلا إن الإدارة العمومية تشكل بالنسبة للعديد مخبأ، يضمن لهم راتبا شهريا، دون محاسبة على المردود الذي يقدمونه، مشددا أن المسؤولية تتطلب من الموظف، الذي يمارس مهمة أو سلطة عمومية ، أن يضع أمور الناس بين يديه، وأن يقوم على الأقل بواجبه في خدمتهم والحرص على مساعدتهم . وتابع الملك محمد السادس قائلا "إن الصعوبات التي تواجه المواطن في علاقته بالإدارة كثيرة ومتعددة ، تبتدئ من الاستقبال ، مرورا بالتواصل، إلى معالجة الملفات والوثائق، بحيث أصبحت ترتبط في ذهنه بمسار المحارب". واسترسلا أنه من غير المعقول أن يتحمل المواطن ، تعب وتكاليف التنقل إلى أي إدارة ، سواء كانت قنصلية أو عمالة ، أو جماعة ترابية ، أو مندوبية جهوية وخاصة إذا كان يسكن بعيدا عنها ، و لا يجد من يستقبله ، أو من يقضي غرضه . وأوضح الملك محمد السادس أنه ليس من الضروري معالجة كل الملفات، على مستوى الإدارة المركزية بالرباط ، متسائلا "ما جدوى اللامركزية والجهوية، واللاتمركز الإداري، الذي نعمل على ترسيخه، منذ ثمانينيات القرن الماضي". وتأسف الملك على يستغلون التفويض، الذي يمنحه لهم المواطن، لتدبير الشأن العام في إعطاء الأسبقية لقضاء المصالح الشخصية والحزبية، بدل خدمة المصلحة العامة. قائلا إنهم يتجاهلون بأن المواطن هو الأهم في الانتخابات، وليس المرشح أو الحزب، ويتنكرون لقيم العمل السياسي النبيل.