بعد كلمة ترحيبية لمدير مهرجان إيموريك ،تناول ابراهيم أوبلا أستاذ الدراسات الأنتربولوجيا بجامعة ابن زهر موضوع الإطار الأنتوبولوجي لفن أجماك ،وأكد أن دراسة أجماك تنطلق من منهجين : منهج اثنوغرافي "الوصف" و منهج أنتوبولوجي "منهج تحليلي تفسيري" ،وأبرز في إطار تحديد مفهوم أحواش أنه نوع من فن أحواش بسوس مع وجود تقاطعات مع أحواش في مناطق متعددة من المغرب منها : القواعد :"الكلمة ،الصوت و الحركة" ،ثم أسايس مجال ممارسة هذا الفن ،و إحياء هذا الفن في مناسبات اجتماعية و بعض المواسم و الأعياد ،بالإضافة إلى مجالاته الجغرافية إذ لكل منطقة نوع معين من أحواش،كما أنه مجال لإبراز هموم و انشغالات الساكنة و مناقشتها بشكل صريح في قصائد أحواش و انتقل بعذ ذلك الأستاذ أوبلا إلى تقديم جملة من الملاحظات و مميزات هذا الموروث الثقافي الأمازيغي "النظم الارتجالي ،استعمال لغة بليغة في الصياغة و المضامين" ،،و مناطق ممارسة هذا الفن لاسيما بعدد من قبائل اشتوكة أيت باها ،و في مكونات فرقة أجماك ،قسمها الأستاذ إلى ثلاث جوقات :جوقة الايقاع و المرددين و الشعراء كما يتميز بثلاث و صلات :وصلة أجماك ،أستضر و أكلاٌي ،وختم المحاضر بالتذكير ببعض مشاهير أجماك و إنشاد قصائد شعرية مستوحاة من هذا الفن وبعد ذلك ،تطرق أحمد عصيد ،الأستاذ الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى المستقل المفترض لأجماك ،وحدد خمس محددات ينبغي العمل عليها لضمان استمرار أجماك في ظل صراع البقاء الذي يواجهه في ظل التقدم التكنولوجي أولها : عملية رصد و مسح و بحث لتحديد المتوفر في هذا المجال ،ثانيا : التمييز في المتوفر بين ما هو نظري و ما هو سمعي مشيرا إلى ضرورة جمع أدب الشعر الأمازيغي الشفهي و تدوينه،ثالثا : التوثيق بالصوت و الصورة بشكل احترافي ،رابع:التكوين لاسيما من طرف الجمعيات المهتمة بالفن الأمازيغي و الاعتناء بالشباب و الأجيال الصاعدة في إطار تداريب و دورات تكوينية لتلقين هذا الفن و المحافظة عليه وأخيرا أكد عصيد على أهمية وسائل الإعلام في التعريف بأجماك و عليه أبرز أن أجماك عليه أن يتخطى حدود المنطقةو تكريم رموزه في إطار السهرات الأسبوعية لبعض القنوات التلفزية المغربية و إبعاده عن مجال الفلكلرة ،وتناول عصيد في مداخلته بعض العراقيل و معوقات تواجه فن أجماك و تحد من إشعاعيته من قبيل أنه فن ليس استعراضيا كأهنقار الذي أوشك على القضاء على عدة أنواع من أحواش ،و طريقة النظم "حوار بين مجموعتين" ،ومشكلة التسجيل وغياب الدعاية الإشهارية ،وفي الأخير تم توقيع ألبوم "أكال" لمجموعة إزنزارن ،وتطرقت مناقشة المتدخلين إلى جملة من القضايا ذات الارتباط بفن أجماك و عبرت عن غيرة و ضرورة إعطاء مزيد من الاهتمام للموروث الثقافي الأمازيغي عموما.