خلدت أسرة الأمن الوطني في ولاية أمن أكادير، أمس الأربعاء، الذكرى ال62 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، بحفل احتضنه مقر ولاية الأمن، وترأسه والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، بحضور عدد من الضباط والضباط السامين في مختلف الهيآت العسكرية، وأعضاء السلك القضائي، والمنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية الإقليمية، والجهوية، وفعاليات المجتمع المدني، إضافة إلى عدد من أطر، وموظفي الأمن الوطني من الممارسين، والمتقاعدين. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أشار محمد زويتر، والي أمن أكادير، أن مصالح ولاية الأمن تعمل وفق مقاربة مندمجة تروم ترسيخ مبادئ الحكامة الأمنية الجيدة عبر تأهيل المرفق الأمني، وتجويد خدماته، وتوطيد آلية الرقابة، مع الانفتاح الدائم، والمستمر على كافة الفاعلين المؤسساتيين، وباقي مكونات المجتمع المدني. وأضاف زويتر أن الاستراتيجية، التي اعتمدتها مصالح الأمن المحلية، والتي تقوم على مبدأي الوقاية من الجريمة، وزجرها، مكنت من تحقيق نتائج إيجابية في مؤشر محاربة الجريمة، وهو ما انعكس إيجابيا على تدعيم الشعور بالأمن لدى المواطنين. واستعرض والي الأمن حصيلة تدخلات مصالح الأمن في أكادير، حيث أكد أنها تمكنت، خلال السنة الماضية، والأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية، من معالجة 18 ألفا و154 قضية، من بينها 2848 قضية ماسة بسلامة الأشخاص، وممتلكاتهم، قدم بموجبها 16 ألفا و225 شخصا أمام العدالة، أي بنسبة نجاح في محاربة الجريمة بلغت 86 في المائة. وفي إطار الجهود المبذولة لمحاربة آفة المخدرات، أشار والي الأمن إلى أن مصالح الأمن تمكنت خلال الفترة نفسها من إنجاز 2960 مسطرة قضائية، أسفرت عن إيقاف 3377 مروجا للمخدرات، كما تم حجز أكثر من 273 كيلوغراما من مخدر الشيرا، و7751 قرصا مخدرا، و113 غراما من مخدر الكوكايين. وفي مجال السلامة الطرقية، أوضح المسؤول ذاته أن ولاية الأمن تحرص على تبني مقاربة تتوخى التحسيس بمخاطر السير وإشاعة ثقافة التربية الطرقية، من خلال تغليب جانب التوعية على خيار الزجر، حماية لمستعملي الطريق من السلوكات المتهورة لبعض السائقين. وارتباطا بهذا الموضوع، قامت المصالح الأمنية المكلفة بتنظيم السير، خلال عام 2017، والأشهر الأولى من هذه السنة، بتسجيل 76 ألفا و440 مخالفة، واستخلاص سبعة ملايين و347 ألف درهم كغرامات جزافية، علاوة على إيداع 12.091 عربة من مختلف الأصناف و8004 دراجة نارية بالمحجز البلدي بسبب مخالفتها لقانون السير والجولان. وترسيخا لنهج التواصل والانفتاح على مختلف الفعاليات المجتمعية، أشار والي أمن أكادير إلى أنه تم عقد عدد مهم من اللقاءات التواصلية مع مختلف فعاليات المجتمع المدني، من جمعيات الأحياء، ومنظمات مدنية، ونقابية، وغيرها، كما شاركت مصالح ولاية أمن أكادير في مختلف الندوات الفكرية، التي تناقش القضايا المجتمعية الراهنة، كالعنف الرياضي، وقضايا الشباب، ومشاكل التعليم، والجريمة الإلكترونية، وغيرها؛ فضلا عن مواصلة الحملات التحسيسية بالوسط المدرسي، التي تعرف مساهمة الأطر الأمنية في تأطير ورشات تكوينية في مختلف المجالات، التي تهم الناشئة؛ وشملت 218 مؤسسة تعليمية، استفاد منها، خلال الموسم الدراسي الحالي، ما مجموعه 18.823 تلميذا. وأضاف والي أمن أكادير أن مصالح الأمن المحلية، وسيرا على نهج الاستراتيجية المسطرة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني في مجال الانفتاح على المحيط، فقد تم مأسسة التواصل مع الرأي العام، ووسائل الإعلام، عبر تعيين "خلية ولائية للتواصل" مهمتها التواصل مع وسائل الإعلام والصحافة لتوضيح مختلف القضايا الأمنية، وقطع الطريق على الإشاعات، التي تمس بالشعور العام بالأمن لدى المواطنين. واختتم المسؤول الأمني كلمته بتأكيد أن ولاية الأمن منخرطة في العمق، في تنزيل استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني في مجال تأهيل المرفق الأمني لجعله مواكبا للتطورات المجتمعية والحقوقية، التي تشهدها بلادنا، ورافعة للتنمية، وذلك عبر العناية بالعنصر البشري، باعتباره أساس نجاح كل مشروع مجتمعي، من خلال إيلاء أهمية قصوى للتوظيف، وكذا برامج التكوين والتكوين المستمر، الهادفة إلى الرفع من الكفاءات المهنية لرجال الأمن في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى التحفيز المادي، والمعنوي، فضلا عن العناية بالجانب الاجتماعي، والطبي، والترفيهي لموظفي الشرطة، وذويهم. وعلاوة على تفعيل آليات الرقابة عبر تكريس مبادئ النزاهة والاستقامة، وخدمة الصالح العام، وبعيدا عن كافة الممارسات، التي تسيء إلى صورة جهاز الأمن الوطني، وكذا ترسيخا لمبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة"، إلى جانب تحديث المرفق الأمني عبر تحسين ظروف استقبال، وإرشاد المرتفقين، والإسراع في معالجة ملفاتهم، والقطع النهائي مع كل السلوكات الحاطة من كرامتهم، وكذا من كافة أشكال الزبونية أو المحسوبية، ترسيخا لمفهوم "الشرطة المواطنة"، وتفعيلا لمضامين الخطاب الملكي للملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية لعام 2016. يذكر أن حفل الأسرة الأمنية في أكادير، الخاص بتخليد الذكرى 62 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، والذي استهل بتحية العلم الوطني، عرف توشيح صدور بعض الأطر الأمنية، المنعم عليهم بأوسمة ملكية، كما تم بالمناسبة ذاتها تكريم عدد من رجال الأمن، الذين أحيلوا على التقاعد، وذلك كعربون اعتراف بالخدمات، التي قدموها للوطن، والمواطنين خلال فترة أدائهم لواجبهم الوطني، كما أفادت مصادر الجريدة بأن والي أمن أكادير التحق بمدينة القنيطرة، مساء يوم الاحتفال، إذ من المرتقب أن يتسلم وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة بالمعهد الملكي للشرطة القضائية في القنيطرة.