أمر رئيس الغرفة الأولى للتحقيق بمحكمة الاستئناف بمكناس، الاثنين الماضي، بإيداع أم في عقدها الثالث، متهمة بقتل ابنيها، مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية بفاس، لتلقي العلاجات الضرورية. وأحال الرئيس ذاته، في وقت سابق، المتهمة على خبرة عقلية للتأكد من مدى سلامة قواها العقلية ومسؤوليتها الجنائية حين ارتكابها الجريمة البشعة في حق فلذتي كبدها، بعدما تبين له، منذ أول جلسة من جلسات استنطاقها تمهيديا وتفصيليا، أنها لا تستطيع الرد على الأسئلة الموجهة إليها، فضلا عن قيامها بحركات غير عادية. وهي الخبرة التي جاءت نتيجتها إيجابية، بعدما أكد الطبيب المنتدب لإجرائها أن المعنية بالأمر منعدمة المسؤولية الجنائية، وأنها كانت وقت ارتكابها الفعل الجرمي في حالة خلل عقلي يمنعها من الإدراك أو الإرادة. وفي التفاصيل، ذكرت مصادر"الصباح"، أن القضية تفجرت في 29 دجنبر الماضي، الذي صادف يوم جمعة، عندما اهتز حي ويسلان بمكناس، على وقع جريمة بشعة، بطلتها أم متزوجة من عسكري، البالغة من العمر 28 سنة، تمثلت في وضع حد لحياة طفليها، الأولى لم تكمل شهرها الخامس وشقيقها ذي الأربع سنوات، برميهما، وبكل برودة دم، من أعلى سطح منزل الأسرة، الواقع بتجزئة الباتول بحي الرياض بويسلان (طريق فاس)، قبل أن تحاول الانتحار بإلقاء نفسها هي الأخرى من أحد طوابق الإقامة عينها، ما استدعى نقلها على وجه السرعة إلى قسم مستعجلات المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالمدينة، لتلقي الإسعافات الضرورية، إذ تبين بعد إخضاعها للفحص بالأشعة بواسطة جهاز (سكانير) أنها أصيبت بكسور في أطرافها السفلى، وأن حالتها لا تدعو إلى القلق، حيث تم الاحتفاظ بها بقسم جراحة العظام والمفاصل، في انتظار إحالتها على النيابة العامة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الطفلين لفظا أنفاسهما الأخيرة في الحين، متأثرين بالإصابات الخطيرة التي تعرضا لها، قبل أن يتم نقل جثتيهما إلى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى المذكور، لإخضاعهما للتشريح الطبي وتحديد أسباب وفاتهما. واستنفر الحادث المأساوي، الذي خلف أسا وحزنا عميقين في نفوس الجيران والأقارب، السلطات المحلية والأمنية والشرطة العلمية والتقنية والوقاية المدنية، التي انتقلت إلى مسرح الجريمة.