خلال حفل توقيع إصداراته الجديدة بمدينة فاس افتتحت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب وجمعية بسمة للتنشيط الثقافي والتربوي-فرع فاس، بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- بجهة فاس-مكناس، مقهى ثقافيا بمدينة فاس، حيث احتضن مقهى لوبوكي Le Bouquet، حفل توقيع آخر أصدارات الشاعر والإعلامي محمد بلمو: الطبعة الثانية من ديوانه الثالث "رماد اليقين" ومسرحية "حمار رغم أنفه" المشتركة مع الكاتب والسيناريست عبد الإله بنهدار، والتي صدرت أخيرا ضمن منشورات دار ابي رقراق. الحفل انطلق بكلمات ترحيبية لكل من صاحب المقهى ورئيس جمعية بسمة للتنشيط الثقافي ورئيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، أكدوا خلالها على أهمية تحويل المقاهي إلى فضاءات للثقافة والفن والابداع، وتقريب المنتوج الثقافي من روادها وفتح الحوار معهم. بعد ذلك قرأ المحتفى به ثلاث نصوص من ديوانه "رماد اليقين"، مقترحا الاكتفاء بذلك وفتح المجال للنقاش مع الحضور. حيث تم طرح مجموعة تساؤلات من طرف مسرحيين ونقاد، وشباب، تمحور بعضها حول تجربة الشاعر، وبعضها حول مسرحية "حمار رغم أنفه"، كما تطرق بعضها لتجربة المقاهي الثقافية واية قيمة مضافة لها. وفي معرض جوابه على الاسئلة المطروحة، ذكر محمد بلمو أن المسرحية كتبت في صيغتها الاولى بفعل الجدل الذي أحدثه المهرجان الذي يديره بقصبة بني عمار منذ سنة 2001، بسبب احتفاله بالحمير، وتم الاشتغال عليها من طرف شباب القصبة بإخراج موفق للاستاذ محمد البوعيادي، وكان تجاوب الجمهور معها استثنائيا في الدورة الرابعة للمهرجان، غير أن الأمر لم يتجاوز ذلك العرض الوحيد الذي لم يتم تصويره للأسف، يضيف بلمو، حيث تشتت أعضاء الفرقة وظلت المسرحية مخطوطا تنتظر، إلى أن قرر رفقة السيناريست والكاتب عبد الإله بنهدار الذي حضر في عدة دورات من المهرجان إعادة كتابتها، وبعد إتمامها ومراجعتها منحت لصاحب دار نشر من إجل نشرها، وظلت تنتظر طيلة ثلاث سنوات قبل أن يقرر الكاتبان تقديمها لدار نشر أخرى هي"دار أبي رقراق"، حيث رسم لوحة غلافها فنان الكاريكاتير المغربي العربي الصبان وقدم لها كل من محمد ابو العلا والطاهر الطويل وعبد الحق ميفراني. وبخصوص تجربة المقاهي الثقافية، قال بلمو أنه من خلال تجربته ضمن الشبكة، تبين له أن الحديث عن "ازمة قراءة" يبدو غير دقيق، لأن حفلات التوقيع التي تنظمها الشبكة تعرف إقبالا لا بأس به على اقتناء الكتاب، بيد أن بعض المكتبات بدأت تغلق أبوابها، لأن الأزمة في جانب مهم منها هي "أزمة ترويج"، فدور النشر المغربية في اغلبيتها لا تقوم بأي مجهود للتعريف بإصداراتها، والترويج لها، وتعوزها الإرادة من أجل إبداع طرق جديدة لترويج منشوراتها وهي تردد اسطوانة العزوف عن القراءة، بيد أن تجربة المقاهي الثقافية بينت أن القارىء موجود عندما تبحث عنه وتذهب عنده إلى حيث هو، فلا يتردد في اقتناء الكتاب. وجوابا على نفس السؤال الذي طرحه الشاعر والناقد الدكتور محمد الديهاجي، تحدث نور الدين أقشاني رئيس شبكة المقاهي الثقافية عن هذه التجربة منذ انطلاقتها، وما حققته من تراكم وتوسع، في مختلف مناطق المغرب، خصوصا في المدن المتوسطة والصغيرة، حيث تبين بالملموس أنها آلية مهمة لترويج الكتاب والنهوض بالمشهد الثقافي الوطني وجعل الثقافة في متناول أوسع الفئات التي لا تذهب عادة إلى المكتبة ودار الثقافة ودار الشباب وقاعة المسرح، . وكان الحفل دافئا وممتعا، حيث تميز بالفقرات الغنائية والموسيقية التي ساهمت بها أصوات شابة واعدة لكل من حفصة النطاح، ومحجوب القاسيمي ويسرى المادير، الذين استطاعوا انتزاع تصفيقات إعجاب طويلة من الجمهور الحاضر، قبل أن يختتم الحفل بتوقيع الشاعر لنسخ من كتابيه المذكورين.