في جو احتفالي بديع، أبهر استعراض جهوي، أمس الأربعاء، مختلف شرائح الجمهور الغفير الذي حج إلى شارع الحسن الثاني وساحة محمد الخامس بمدينة شفشاون، لمتابعة المجموعات الموسيقية التراثية ولوحات الفنية بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 44 للمسيرة الخضراء المظفرة. وعرف هذا الاستعراض الجهوي، الذي نظمته جمعية أجيال للطفولة والشباب، تحت شعار “يدا في يد من أجل ضمان استمرارية الموروث الثقافي المغربي العريق من شمال الوطن إلى جنوبه”، بدعم من عمالة الاقليم والمجلس الاقليمي والجماعة الحضرية بشفشاون، وبشراكة مع المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية وفعاليات المجتمع المدني، تقديم لوحات ومشاهد راقية للبطولات والملاحم، أظهر خلالها المشاركون ما تزخر به جهة طنجة- تطوان – الحسمية، من موروث ثقافي وفني، عبروا بواسطته عن ترسيخ قيم الوطنية والمواطنة، في نفوس فئات المجتمع بكل أطيافه، لاسترجاع ذاكرة المسيرة الخضراء لدى الجيل الجديد. وتهدف الجمعية المنظمة لهذه التظاهرة، التي تميزت بحضور عامل الإقليم وعدد من المسؤولين المحليين والمنتخبين، إلى ترسيخ مبادئ المواطنة في صفوف الأطفال والشباب بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، من خلال عروض فنية بمشاركة فعاليات مدنية وأطفال المؤسسات التعليمية. وافتتح الاستعراض الجهوي بتقديم أناشيد وطنية ولوحات استعراضية فنية معبرة، ساهمت في فقراتها عدة جمعيات وفرق موسيقية من مختلف عمالات وأقاليم جهة الشمال، إلى جانب استعراض كرنفالي تخللته عروض بهلوانية ورياضية وفلكلورية (الأزياء المحلية والمغربية)، ولوحات تعبيرية استعرض من خلالها الأطفال والشباب ملحمة المسيرة الخضراء، التي أبان فيها الشعب المغربي عن وطنية خالصة وعن تلاحم عز نظيره بين العرش والشعب المغربي. بزيهم التقليدي، أضفت فرق قادمة من المجال القروي لإقليم شفشاون رونقا بديعا على شوارع المدينة، حيث رسمت لوحات فنية رائعة، امتزجت فيها الأصالة الجبلية بألوان الأزياء التقليدية والحركات المتناسقة، حيث استأثرت باهتمام المتابعين بفضل انسجام حركاتها وفق إيقاع دقيق ومتناسق، مرددين عددا من الأغاني الوطنية التي صدحت بعظمة المملكة واستحضرت فخر شعب بأكمله، في هذا اليوم المجيد من التاريخ.