غادر رئيس الجمهورية الفرنسية، إمانويل ماكرون، المغرب اليوم الخميس، في ختام زيارة عمل للمملكة، وذلك بمناسبة تدشين خط القطار فائق السرعة (طنجة-الدارالبيضاء). وكان في وداع رئيس الجمهورية الفرنسية بمطار الرباط-سلا، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني. وبعد أن استعرض تشكيلة من القوات الجوية الملكية أدت له التحية، تقدم للسلام على الرئيس الفرنسي السادة محمد امهيدية والي جهة الرباط – سلا – القنيطرة عامل عمالة الرباط، وعبد الصمد السكال رئيس مجلس جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وعبد الرحمان بن علي عامل عمالة سلا، وشخصيات مدنية وعسكرية. وتعكس زيارة العمل التي قام بها إمانويل ماكرون للمملكة المغربية، عمق العلاقات الثنائية القائمة على شراكة صلبة وقوية، بفضل الإرادة المشتركة لتوطيد الروابط متعددة الأبعاد التي تجمع البلدين. وكان الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي قد أشرفا اليوم الخميس بطنجة، على تدشين القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يربط بين مدينة البوغاز والدارالبيضاء، وهو مشروع غير مسبوق بالمغرب العربي وبمجموع القارة الإفريقية، كلف إنجازه تعبئة استثمارات تناهز 22,9 مليار درهم. ويمثل القطار فائق السرعة، المندرج في إطار الجهود الرامية لتطوير وتحديث القطاع السككي الوطني التي تم إطلاقها منذ اعتلاء جلالة الملك لعرش أسلافه المنعمين، والتي كلفت استثمارات بقيمة 70 مليار درهم، المرحلة الأولى من المخطط المديري لتطوير شبكة خطوط القطارات فائقة السرعة بالمغرب، وهو مخطط مديري لتطوير الخطوط الفائقة السرعة المبرمجة على المدى المتوسط والبعيد والرامي للاستجابة ومواكبة النمو المتصاعد لحركية تنقل المسافرين بالمملكة. وقد تم إنجاز هذا المشروع بفضل شراكة ذكية مغربية فرنسية، شملت نقلا للمعرفة والخبرة الملائمة، وهندسة متميزة وتقنيات متطورة. ومكنت هذه الشراكة، من إحداث معهد التكوين السككي بالرباط، لفائدة العاملين في مجال السكك الحديدية بالمغرب، وفرنسا ودول أخرى بالمنطقة، إلى جانب إحداث شركة مشتركة بين المكتب الوطني للسكك الحديدية والشركة الوطنية للسكك الحديدية بفرنسا، بهدف صيانة القطارات فائقة السرعة، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام المكتب الوطني للسكك الحديدية للتطور التدريجي في هذا المجال.