لم يكن أكثر المتفائلين يعتقد بقدرة حزب التقدم والاشتراكية بتطوان على خوض غمار الانتخابات التشريعية والجماعية المقررة يوم 8 شتنبر القادم، خاصة بعد التحاق "العربي احنين" ومجموعته بحزب الاصالة والمعاصرة، وظهور بوادر خلافات تنظيمية بعد اتهام الكتابة الإقليمية للأمين العام "بنعبد الله" بالتخلي عن الحزب. الإعلان عن ترشيح " زهير الروݣاني" الشخصية المعروفة في مجال التنمية الذاتية والوجه الجديد على عالم السياسة والانتخابات كان مفاجآ للكثير من المتابعين للشأن المحلي بتطوان، وحتى لكوادر ومنتسبي حزب التقدم والاشتراكية، خاصة بعد تفويض الوزيرة السابقة "شرفات أفيلال" وعضوة الديوان السياسي للحزب تدبير العملية الانتخابية بإقليم تطوان. اختيار رفاق بنعبد الله ل " زهير الروݣاني" ربما لم يكن من باب الصدفة والعبث، بل كان رهانا على وجه شاب غير مألوف لدى الشارع السياسي بتطوان، في إشارة ذكية من الحزب إلى تجديد نخبه السياسية وإعطاء انطباع إيجابي بالاعتماد على لائحة شبابية في مختلف المحطات الانتخابية القادمة سواء الجماعية والتشريعية والجهوية. وتأكيدا لهذا الرهان، تم وضع المحامي الشاب "عمر بنتحايكت" المستشار بجماعة تطوان عن حزب الأصالة والمعاصرة سابقا، كوكيل للحزب في اللائحة الجهوية. ويعد "بنتحايكت" المحامي بهيئة تطوان أحد الوجوه التي تحظى بسمعة جيدة لدى زملائه بالمهنة وبحي جبل درسة الذي يعد معقلا انتخابيا للرجل بحكم ارتباطه الدائم مع محيطه الطبيعي ومسقط رأسه، والأكيد أن الرجل سيكون إضافة نوعية لحزب التقدم والاشتراكية لكونه خبر دهاليز الانتخابات وعمليتها وتدبيرها في الاستحقاقات الماضية. نهى الموساوي تتسلم التزكية من شرفات أفيلال تعزيزا لدور الشباب داخل لوائح الحزب، فجر التقدم والاشتراكية قنبلة من العيار الثقيل بالإعلان عن ترشيح الشابة المحامية المتمرنة "نهى الموساوي" نجلة النقيب السابق لهيئة المحامون بتطوان "نور الدين الموساوي" وكيلة اللائحة الجهوية النسائية في خطوة لم تكن متوقعة، وتنطوي على ذكاء قل نظيره داخل الاحزاب السياسية، من خلال : أولا : وضع شابة سليلة عائلة "الموساوي" المعروفة والتي تحظى بسمعة طيبة لدى مختلف الأوساط والشرائح بتطوان. وثانيا : تشجيع الشباب على الانخراط في العمل السياسي والانتخابي وفي محاولة لاستقطاب هذه الشريحة التي غالبا ما تقاطع الانتخابات وتبتعد عن التصويت. الأكيد أن لائحة شباب حزب التقدم والاشتراكية تقدم نموذج إيجابي وصورة مغايرة عن اللوائح الانتخابية لأحزاب أخرى تراهن على الوجوه القديمة أو ما يعرف ب"اصحاب الشكارة"، وهو مؤشر على احتمال قدرة هذه اللائحة إيجاد موقع قدم منافس بين باقي اللوائح والأحزاب بتطوان وربما خلق مفاجأة من العيار الثقيل.