اعتبر ربانا طائرة "سولار أمبولس" أندري بورشبيرغ وبرتران بيكار ٬ أمس السبت بجنيف أن المغرب ٬ في مجال الطاقات المتجددة٬ يعد من البلدان التي تقرن الفعل بالقول.
وأوضح الربانان اللذان يستعدان للقيام بأطول رحلة جوية في التاريخ على متن طائرة تعمل بالطاقة الشمسية ولاتستخدم المحروقات٬ ولا تصدر أي انبعاثات ملوثة ٬ خلال ندوة نظمت برواق المغرب بالمعرض الدولي للكتاب والصحافة٬ أن اختيارهما للمغرب كأول وجهة عبر- قارية لم يأت عبثا٬ لأن المغرب ليس بلد أقوال٬ وإنما بلد أفعال٬ وذلك بفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي قرر إحداث أكبر محطة شمسية في العالم٬ وهو المشروع الذي تسهر على تنفيذه الوكالة المغربية للطاقة الشمسية.
وأبرز برتران بيكار خلال هذه اللقاء٬ الذي انعقد بحضور وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي وسفير المملكة في بيرن محمد سعيد بنريان٬ أن هذه الرحلة ستثبت قدرة الطاقات المتجددة٬ وقال "إنه مشروع إنساني٬ مواطن٬ وذو صلة بعالم صناعة الطيران".
وأضاف أن هذه التجربة التي تأتي كمحاولة لتفادي استخدام الطاقات الأحفورية٬ تعد بمثابة بحث عن أفضل الممارسات لتطوير جودة العيش.
وأكد الربانان "لقد كانت لنا جرأة وضع تصور لهذه الطائرة٬ الأولى من نوعها في العالم٬ كما كانت للمغرب جرأة رفع هذا التحدي. إننا نكتب هذا الفصل بمعية المغرب"٬ وأشادا بالرعاية التي خص بها جلالة الملك هذا المشروع.
من جانبه٬ أعرب الصبيحي عن فخر المغرب باحتضان هذين الربانين السويسريين البارزين والجريئين٬ مشيرا إلى أن "العلم تقدم بفضل مبادرات جريئة من هذا القبيل".
ومن المرتقب أن تقلع طائرة "سولار إمبولس" يوم 6 ماي المقبل من مدينة باييرن السويسرية٬ قبل أن تحط لغرض تقني بمدريد٬ وبعد ذلك بالرباط. وستكون مدينة ورزازات الوجهة النهائية لهذه "المغامرة المثيرة" التي ستستغرق من 18 إلى 20 ساعة من الطيران٬ تبعا للظروف المناخية.
وقد تمت تعبئة طاقم فني يتكون من 70 شخصا و80 شريكا عملوا لمدة سبع سنوات من أجل تصنيع هذه الطائرة انطلاقا من ألياف الكربون. ويبلغ طولها 63,4 مترا (يعادل طائرة إيرباص أ 340) وتزن 1600 كيلوغرام (وزن سيارة عائلية متوسطة الحجم).
وأشار الربانان إلى أنه يتم حاليا صنع طائرة ثانية بالقرب من زوريخ في أفق تنفيذ مشروع رحلة جوية بالطاقة الشمسية عبر العالم.