إفتتح عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أمس الاربعاء 10 ابريل الجاري في فم الجمعة ببني ملال، أشغال الدورة الثانية للجامعة الربيعية التي تنظمها الوزارة لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، تحت شعار "المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك". وقال عبد الكريم بنعتيق، في كلمة القاها في افتتاح هذا الملتقى الذي ستستمر فعالياته إلى غاية 14 ابريل الجاري، إن اختيار موضوع "المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك" كشعار للدورة الثانية ليس اختيارا اعتباطيا، مضيفا أن "هناك مائة شاب وشابة سيشاركون في هذه الدورة، وهم من الأجيال التي ولدت ونشأت ودرست في دول الاستقبال، لكنها تحمل هم الوطن، مرتبطة بالوطن عن طريق تحصين الهوية، والارتباط بمرجعية دينية اسلامية معتدلة وسطية، وعن طريق الارتباط بإمارة المؤمنين وبالمؤسسة الملكية، القادرة على تحصين كل هذه المكتسبات التاريخية والدينية."
وأكد عبد الكريم بن عتيق، في تصريح صحفي، أن اختيار الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة موضوع " المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك" كشعار للدورة الثانية، له دلالات عميقة ويأتي بتزامن مع الزيارة التي قام بها البابا فرانسيس للمغرب، بدعوة من جلالة الملك حفظه الله، والتي كانت مناسبة تاريخية واستثنائية بكل امتياز، والتي تميزت بالخطاب الملكي الذي القاه جلالة الملك باربع لغات، والذي لقي صدى واسعا حيث تابعه اكثر من مليار ونصف من سكان العالم، والذي أكد في عمقه على هذا المغرب المتعدد، والمتسامح الذي يعد أرضا للتعايش.."
واعتبر السيد بنعتيق أن "الخطاب الملكي باربع لغات، أكد أن المغرب منذ أربعة عشر قرنا، كان ارضا للتعدد والتعايش بامتياز"، لذلك، يضيف السيد الوزير "فإن هذا التزامن مع تنظيم هذه النسخة الثانية من الجامعة الربيعية، يؤكد كذلك على رسالة بليغة للسلم من خلل توقيع نداء القدس، من طرف جلالة الملك حفظه الله والبابا فرانسيس، بالرباط، والذي شكل محطة تاريخية، وقدم بكل جرأة وشجاعة، أجوبة على تحديات اليوم والتحديات المستقبلية".
واستطرد السيد الوزير بالقول إن "العالم لا يمكن ان يستمر بدون اجوبة..لا يمكن للعالم ان يستمر في تعقيدات ببعد عقائدي أو اثني او عرقي، أو قبلي أو ديني، بل بالتعايش بقيم انسانية، والذي يجب ان يكون الجواب القادر على تحصين هذا الكون.."
يشار أن هذه الدورة، التي تستضيفها مدينة بني ملال على امتداد خمسة أيام، يشارك فيها أزيد من مائة من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، إلى جانب نظرائهم من الطلبة الذين يتابعون دراساتهم بجامعة السلطان مولاي سليمان.
وستتيح فعاليات هذه الدورة الثانية للجامعة الربيعية، التي تنظمها الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بشراكة مع مجلس جهة بني ملال- خنيفرة وجامعة السلطان مولاي سليمان، لهؤلاء الشباب، تبادل الأفكار والتجارب، كما تعرف هذه الجامعة تنظيم زيارات ميدانية هادفة إلى التعريف بالموروث الثقافي المغربي الذي تزخر به جهة بني ملال - خنيفرة، وستشكل فرصة لتتبع أنشطة غنية ومتنوعة تتخللها ندوات وورشات يؤطرها نخبة من الأساتذة والمحاضرين.
وستتناول فعاليات الدورة الثانية للجامعة الربيعية عدة مواضيع من بينها "المغرب المتعدد، أرض التعايش"، و"التراث اللامادي بالمغرب"، و"الوحدة الترابية للمملكة"، بالإضافة إلى برمجة العديد من الورشات ستمكن الشباب المغاربة المقيمين بالخارج من إغناء معارفهم حول بلدهم الأصل وغنى وتنوع موروثه الثقافي، كما ستساهم في إلمامهم بالمرتكزات والقيم الأصيلة للمجتمع المغربي، واكتشاف ما تزخر به جهة بني ملال - خنيفرة من ثروات طبيعية واقتصادية وموروث ثقافي مادي ولامادي، فضلا عن التعرف أكثر على الخصوصيات التاريخية والحضارية والمقومات الاقتصادية لبلدهم الأصل.