يبدو أن العلاقات بين الرباط وكراكاس تتجه نحو أفق جديد، بعد أن عبر خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، إرادته استئناف علاقات التعاون بين المغرب وفنزويلا على أسس سليمة وواضحة، ورفع المعيقات التي حالت دون تطوره، في اتصاله مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة. وكان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي اكد أن بوريطة أعرب، خلال هذه المباحثات، الهاتفية، لمخاطبه عن كامل الاهتمام الذي تتابع به المملكة المغربية التطورات الجارية في فنزويلا، كاشفا عن دعم المملكة المغربية لكل التدابير المتخذة من أجل الاستجابة للتطلعات الشرعية للشعب الفنزويلي للديمقراطية والتغيير.
وفي هذا الصدد قال كريم عايش، الباحث في العلاقات الدولية، إن " وعي زعيم المعارضة الفينزويلية بالمقاربة مع المغرب كشريك استراتيجي، لإشارة جيدة وواضحة على أهمية المغرب كمحور أساسي لفتح علاقات عابرة للقارات، بما يكفل تواصلا دبلوماسيا وانفتاحا على الدول النامية والإفريقية بالخصوص".
وأضاف عايش، أن "فنزويلا اعترفت بكيان البوليساريو سنة 1982 كأغلبية دول أمريكا اللاتينية، كما أن شافيز وبعده مادورو لم يبخلوا بدعم ميليشيات البوليساريو ووضعها في الواجهة ضدا على مصالح المغرب ووحدته الترابية، وهو ما اضر كثيرا بعلاقات المغرب بهذا البلد و شجع على أن تحذو دول أمريكا اللاتينية حذوها، غير أن هذا الأمر خالفته فرق برلمانية عديدة ومنها اتحاد برلمانات أمريكا اللاتينية من خلال تبادل زياراتها مع البرلمان المغربي".
واعتبر المحلل السياسي أن "خوان غايدو يعي ذلك جيدا ويفهم ان مفتاح علاقاته الخارجية هو انهاء صراعات بلده الأيديولوجية مع دول العالم بما فيها المغرب عبر إلغاء كل أشكال المساندة والدعم لميليشيات البوليساريو ومساندة مسلسل الحل السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة بدل تزكية وإعادة تدوير ما يسمى باستفتاء تقرير المصير لكسب المزيد من الأموال والمعونات لإغناء قياداتها وتشديد سيطرتها على المخيمات".
وكشف عايش، أنه "ربما صار الوقت مواتيا لأن تغير فينيزويلا نظامها وتنخرط في المسلسل الديمقراطي الكفيل بتحقيق تطلعات الشعب الفينزويلي وتحقيق الرفاهية في بلد صار معدل تضخمه 1200 في المائة وندرة المواد الغذائية والفقر في حين ان البلد يتربع على أكبر احتياطيات النفط في العالم."
وفي نفس السياق يذكر، أن مانويل أفيندانيو، المستشار في الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان)، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، أكد أن فنزويلا تعتزم إعادة النظر في اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة في ظل حكومة رئيس فنزويلا بالنيابة، خوان غوايدو.