أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء بالصخيرات، أن الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف العالمي ضد "داعش" توج بتوصيات "ملموسة" ستمكن من تعزيز التعاون بين أعضاء التحالف والبلدان الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب. وأوضح بوريطة، خلال مؤتمر صحفي عقده مع المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش، بريت ماكغورك"، أنه "تم الخروج من هذا الاجتماع بعدد من التوصيات التي ستمكن من تعزيز التعاون بين أعضاء التحالف والبلدان الإفريقية لمواجهة التهديدات الإرهابية".
وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنه، بموجب هذه التوصيات، سيكون بإمكان البلدان الإفريقية استخدام الممارسات الجيدة، التي طورها التحالف لمكافحة التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع شكل "تمرينا مفيدا" لأعضاء التحالف الدولي، ولاسيما لتحييد التهديد الإرهابي بإفريقيا.
وبحسب بوريطة، فقد كان هذا الاجتماع الإقليمي "مفيدا جدا" في بعده الإفريقي، مضيفا أنه على ضوء استراتيجية تنظيم "داعش"، فإن القارة الإفريقية تعتبر من أكثر المناطق المستهدفة بالتهديد الإرهابي.
وأوضح بوريطة، خلا ل هذا المؤتمر الصحفي، الذي أعقب الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف العالمي ضد "داعش"، أن القارة الإفريقية تتضمن نقاطا هشة تستغلها المجموعة الإرهابية، مشيرا إلى أنه "يجب، في هذا السياق، أن نأخذ بعين الاعتبار عدد الهجمات المرتكبة، وعدد مقاتلي تنظيمي القاعدة وداعش".
وحذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي من أن هذه العوامل من شأنها جعل القارة الإفريقية "فضاء لانتشار" التنظيم الإرهابي.
كما أشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى أن لدى الدول الإفريقية الكثير لتستفيد منه من عمل التحالف، وأن أعضاء هذا التحالف هم أنفسهم لديهم الكثير مما يتلقونه من الديناميات والجهود التي يبذلها الأفارقة لمكافحة الإرهاب.
وقال إن هذا الاجتماع كان "مثمرا للغاية" فيما يتعلق بالتحالف نفسه وعمله الرئيسي في سورياوالعراق، مؤكدا "الحاجة الملحة" لتعزيز العمل الإنساني وجهود إعادة الإعمار وتدبير قضية المقاتلين الإرهابيين المعتقلين ومواصلة العمل العسكري مع كل التقدم الذي تم إحرازه.
وأكد بوريطة أن هذا الاجتماع، إلى جانب مبادرات أخرى، هو "تجسيد" لشراكة قوية وشاملة من أجل السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وردا على سؤال حول الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب في القارة، أكد الوزير أن لدى إفريقيا مبادرات وهياكل تحتاج إلى التعزيز والدعم، مشيرا إلى أن هذا الإجراءات يجب، قبل أن تكون دولية، أن تكون وطنية.
وقال "نحن في حاجة إلى استراتيجيات وطنية يمكن أن يدعمها المجتمع الدولي"، مضيفا أن الممارسات الجيدة للتحالف العالمي المناهض ل"داعش" يمكن أن تكون ناجعة في هذا الاتجاه وتساهم في الاستراتيجيات الوطنية.
وفي السياق ذاته، أكد السيد بوريطة أهمية التعاون الثلاثي بين أعضاء التحالف والدول الإفريقية والمغرب لتعزيز الأمن في العديد من دول القارة. وقال إنه من المهم تعديل النظام الأمني ، خاصة وأن إفريقيا تواجه "تهديد ا غير متماثل" غير معتادة عليه.
وقد شكل الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف العالمي ضد (داعش) مناسبة لشركاء التحالف لمناقشة الخطوات المقبلة لضمان القضاء الدائم على التنظيم في العراقوسوريا، وكذا سبل تسريع المقاربة الجماعية لمكافحة الأطماع الدولية لهذا التنظيم الإرهابي.