يمكن أن يكون هناك سبب غريب لعدم تمكن البشر من تعقب الكائنات الفضائية الغريبة على الرغم من الحجم الهائل للكون. ويعتقد عالم في الفيزياء النظرية أن السبب يعود إلى احتمال قيام "الروبوتات القاتلة الغريبة، بتدمير كل حضارة خارج الأرض" في الكون الفسيح.
وطرح ألكسندر بيريزين من جامعة الأبحاث الوطنية للتكنولوجيا الإلكترونية في روسيا، هذه النظرية الغريبة لشرح شيء يعرف باسم "مفارقة فيرمي".
وتصف هذه المفارقة التناقض بين احتمال وجود حياة غريبة في مكان ما من الكون، وعدم وجود أي دليل يثبت وجودها. وأثارت "مفارقة فيرمي"، التي سميت تيمنا باسم الفيزيائي إنريكو فيرمي، حيرة العلماء منذ عقود.
ولكن البروفيسور بيريزين يقترح حدوثها، لأن الحضارات المتقدمة ستدمر أشكال الحياة الأخرى باستخدام تقنياتها. كما يعتقد أن أي حضارة تعود ل "كائنات حية بيولوجية مثلنا أو مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تمردت على مبتكريها"، والتي تحاول استعمار الكواكب الأخرى، ستدمر كل أنواعها بطريقة حتمية.
ونشر بيريزين بحثا، لم تتم مراجعته بعد، يصف ما يسمى ب "الحل الأول والأخير" لمفهوم "مفارقة فيرمي" (Fermi Paradox). وكتب قائلا: "لا أقترح أن حضارة متطورة للغاية ستقضي بوعي على أشكال الحياة الأخرى. على الأرجح، لن يلاحظوا ذلك، أي بالطريقة نفسها التي يقوم بها طاقم البناء بهدم عش النمل لبناء عقارات، لأنه يفتقر إلى الحافز لحمايته".
وفي حال تمكنت البشرية من السفر عبر النجوم وبدأت باستعمار أي من الكواكب، فإنها ستقضي على جميع الأنواع "المنافسة" لتغذية توسعها. ولكن إذا لم تحقق هذا المستوى المتقدم من السفر عبر الفضاء، فمن المحتمل أن يتم القضاء عليها من قبل الكائنات الخارجية أو أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالطاقة الأرضية، أثناء توسيع حضاراتها.
ويحذر بيريزين قائلا إن "الحافز على انتزاع جميع الموارد المتاحة قوي جدا، ولا يتطلب الأمر سوى طرف واحد سيء لتدمير التوازن، مع عدم وجود إمكانية لمنعه من الظهور في النطاق النجمي. ويمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بملء المجموعة الكاملة بنسخ متقدمة، وتحويل كل نظام شمسي إلى حاسوب عملاق".
ويوضح البحث أن الطريقة الوحيدة لتفادي تدمير البشرية من قبل القوى الخارجية، تتمثل في أن يصبح البشر أول من يغزو النجوم.
ويعتقد البروفيسور، بريان كوكس، أن التقدم في العلوم والهندسة الذي تحتاج إليه أي حضارة لبدء غزو الكون، سيؤدي في النهاية إلى تدمير أشكال الحياة.
ويظن البعض أن المسافات الكبيرة بين الحضارات الذكية، لا تسمح لأي نوع من الاتصالات ثنائية الاتجاه.
وتقول فرضية أخرى إن الحياة الغريبة الذكية موجودة، ولكنها تتجنب عمدا أي اتصال بالحياة على الأرض، للسماح بتطورها الطبيعي.