رغم الشلل الشامل الذي أصاب عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، أطلق حزب جبهة التحرير الوطني دعوة باستمرار بوتفليقة في الحكم لولاية خامسة، سنة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل 2019. هذه الدعوة أثارت موجة من السخرية لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول كثير من الجزائريين عبارات من الكوميديا السوداء، ووضعت كثير من الصفحات صورة لشبح وكتبت في التعليق "الدعوة لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة"، كناية على أن الرجل لم يعد قادرا بتاتا على ممارسة أية مهام، بل يعيش في حالة لا وعي دائم.
واستاء الشباب الجزائري من هذه الدعوة متسائلين ما إن كانت الجزائر عقيمة لم تلد من يستطيع تولي مهمة رئيس الجمهورية، خصوصا وأن كثيرا من الدبلوماسيين يعملون في مؤسسات دولية لأن الجنيرالات حرموهم من العمل داخل البلاد. ويمثل ترشيح بوتفليقة المسمار الأخير في نعش الديمقراطية الجزائرية، إذ سيتخلى ما تبقى من ناخبين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، وبالتالي ستصوت الأشباح بدلهم.
وكان مضحكا قول جمال ولد عباس، الأمين العام للجبهة، إن 700 ألف مناضل من الحزب وملايين المتعاطفين يترجون بوتفليقة الاستمرار في مهامه لولاية خامسة. وأضاف في لقاء حضره وزراء ومسؤولين "بصفتي كأمين عام أتحمل المسؤولية لأكون الناطق باسم كل المناضلين الذين عبروا عن آمالهم بان يواصل فخامة رئيس الجمهورية مهمته"، وأشار إلى أن "المئات من العرائض والطلبات، فضلا عن العشرات من التجمعات الشعبية للحزب، أكدت على ملامسة تأييد ودعم القواعد الشعبية والنضالية لجبهة التحرير الوطني من أجل ترشيح عبد العزيز بوتفليقة، خلال الانتخابات الرئاسية القادمة".
ويعيش حزب جبهة التحرير الوطني حالة غليان كبيرة، بسبب انفراد ولد عباس، بدعوة بوتفليقة للترشح، دون العودة إلى التشاور أو إعلام المؤسسات القيادية بالقرار، وهو ما يتنافى مع خطابه السابق، الذي حذّر من أي اجتهاد شخصي أو معزول باسم الحزب فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية القادمة.
ويذكر أن بوتفليقة أصيب بجلطة دماغية سنة 2013 ومن حينها وهو مقعد على كرسي متحرك ويجد صعوبات كبيرة في الكلام.