قتل ثلاثة اشخاص واصيب عدة اشخاص اخرين بجروح الجمعة في اعتداءات عدة تبناها تنظيم الدولة الاسلامية ونفذها مسلح قبل ان ترديه قوات الامن في جنوبفرنسا اثر احتجازه رهائن. وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اثر اجتماع ازمة في مقر وزارة الداخلية "تعرضت بلادنا لهجوم ارهابي اسلامي".
واضاف "لقد دفعنا منذ عدة سنوات ثمن الدم لادراك خطورة التهديد الارهابي" معبرا عن شكره للجنود الفرنسيين المنتشرين في الخارج في العراقوسوريا "على تقليصهم الخطر (الارهابي)"، ولقوات الامن مؤكدا "التصميم المطلق" على مكافحة الارهاب.
وكانت فرنسا شهدت سلسلة اعتداءات جهادية في 2015 و2016 اوقعت 241 قتيلا ومئات الجرحى.
وكان وزير الداخلية جيرار كولومب صرح في وقت سابق من موقع الاعتداءات ان منفذ الهجمات في كركاسون وتريب (جنوب) يدعى رضوان لقديم (فرنسي من اصل مغربي-26 عاما) وانه تحرك "بمفرده".
لكن تنظيم الدولة الاسلامية قال في بيان نشرته اداته الدعائية إن منفذ "هجوم تريب هو جندي في الدولة الاسلامية".
واجرت قوات الامن عمليات تفتيش في الحي الشعبي بكاركاسون الذي يقيم فيه منفذ الاعتداءات. ووصلت الى الحي عدة عربات لوحدات عناصر النخبة في الشرطة ملثمين مدججين بالسلاح ومرتدين سترات واقية من الرصاص.
واعلن النائب العام بباريس فرنسوا مولينز انه تم توقيف رفيقة لمنفذ الاعتداءات بتهمة "الاشتراك في عصابة اشرار على صلة بعمل ارهابي اجرامي".
كما اوضح النائب العام ان الجاني صاح "الله اكبر" لدى الهجوم واكد انه "جندي" في تنظيم الدولة الاسلامية، وانه "مستعد للموت من اجل سوريا". واضاف مولينز ان رضوان لقديم "طالب باطلاق سرح رفاق له قبل ان يطلق النار على زبون وعلى موظف محل توفيا على الفور".
وبعد اللغط الذي اثير حول سوابقه، اكد النائب العام ان اجهزة الاستخبارات كانت تراقب لقديم وبانه اعتبر متشددا نظرا لعلاقاته ب"الاوساط السلفية".
ونفذ لقديم هجماته على ثلاث مراحل بحسب ما روت عدة مصادر قريبة من التحقيق.
وبدأ عملياته ب"سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب واصابة السائق بجروح خطرة". ثم في مكان غير بعيد اطلق النار على شرطي واصابه بجروح. وكان هذا الاخير عائدا من ممارسة الركض نحو الساعة 11,15 ، ثم دخل متجرا في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون حيث "قتل شخصين".
وتمكن باقي الرهائن من الفرار، واحتجز لاحقا امراة. فعرض اللفتانت كولونيل ارنو بيلترام (45 عاما) الذي ارسل الى المكان، الحلول محل المراة الرهينة.
ونحو الساعة 14,30 (13,30 ت غ) اصاب المهاجم الضابط بجروح خطرة بالرصاص وهو ما ادى الى هجوم عناصر النخبة في الدرك، بحسب وزير الداخلية الذي اشاد "بالعمل البطولي" للضابط.
واصيب عسكري آخر بجروح في الساق.
وق تل المهاجم بعد ظهر الجمعة خلال هذا الهجوم على السوبرماركت الذي احتمى فيه في تريب، بحسب كولومب.
وقال كولومب "كنا نتابعه وكنا لا نعتقد بحصول تطرف لكنه انتقل الى التنفيذ فجأة بينما كان يخضع للمراقبة"، مضيفا ان الخطر الارهابي لا يزال "قويا جدا" في فرنسا.
وقال ماكرون "يتعين ان يجيب التحقيق على اسئلة مهمة : متى وكيف تطرف؟ ومن اين حصل على السلاح؟".
وروت امراة كانت في السوبرماركت لاذاعة "فرانس اينفو" ان "رجلا صرخ واطلق النار مرات عدة"، مضيفة "لمحت باب ثلاجة وناديت على الناس للاحتماء. كنا عشرة أشخاص وبقينا قرابة ساعة. حصل اطلاق نار آخر وخرجنا من باب الطوارئ في الخلف".