بعد أن أعلن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء عن التهم الموجهة لتوفيق بوعشرين، مدير "أخبار اليوم" و"اليوم 24"، والتي تضمنت الاتجار بالبشر وجلب واستدراج أشخاص تحت الترهيب لممارسة البغاء، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نطاق واسع تورط العديد من الصحفيين المرموقين والمعروفين في فضائح جنسية، يمكن أن تكون موجودة في الأشرطة المحجوزة، والتي سيتم الكشف عنها أثناء المحاكمة. وتناسلت أحاديث كثيرة عن تشبيك كبير في علاقات بوعشرين، وأن الخيط الرابط في كل هذه العلاقات هو الممارسات الجنسية، التي تم تصويرها قصد الابتزاز واستغلالها في ترهيب وترغيب أصدقائه وصديقاته أو من يتعامل معه، ولهذا يتم الترويج لكثير من الأسماء التي تربطه بها علاقات كبيرة، واحتمال تورطها معه في فضائح جنسية كبير جدا.
كثير من علاقات بوعشرين تبقى غامضة، فالعديد من الذين يرافقونه في أسفاره يبدو متناقضا معهم في الأفكار والتوجهات وخط التحرير الصحفي، وتبين اليوم أن الصحفي، الذي ارتبط بالعدالة والتنمية وقطر، كان يقوم بتصوير أصدقائه قصد ابتزازهم واستغلالهم دون أن تكون لديهم القدرة للهروب من شباكه.
وتضم سلة الصحفيين، المحتمل تورطهم مع بوعشرين في أشرطة جنسية، أصنافا متعددة، منهم من يكون صوره بوعشرين حتى يتحكم فيه، ويستغله في توجهاته وأجندته المحلية والإقليمية، ومنهم من اعتبر العلاقة ببوعشرين هي طريق المجد، خصوصا وأن وراءه حزب إسلامي كبير يدافع عنه ويحميه.
وحتما سيختفي كل الذين توجد صورهم ولقطاتهم في أشرطة بوعشرين، بعد أن تبين أن القضية تتعلق بالاتجار بالبشر، بعد صدور القانون المتخصص في المجال، والذي سيكون بوعشرين أول من يحاكم بفصوله، وبعد أن تبين أن القضية فيها "قوادة" جاءت ملطفة في بلاغ الوكيل العام للملك الذي وصفها باستدراج أشخاص لممارسة البغاء.
من هنا قد نفهم لماذا كثير من الصحفيين لا يعصون لبوعشرين أمرا، حتى وهم يعترفون في اللقاءات الخاصة بأنهم يختلفون معه في التآمر على البلاد، لأنه حتما كان يهددهم بما في يده من أشرطة قد تدينهم أو تشوه سمعتهم، لهذا يلبون رغباته ويوظفهم كيفما شاء.