افتتحت قطر رسميا اليوم الثلاثاء ميناء حمد الذي تكلف 7.4 مليار دولار على ساحلها على الخليج وقال مسؤولون إن الميناء سيصبح مركزا إقليميا للنقل وسيساهم في حماية اقتصاد البلاد من عقوبات فرضتها دول عربية مجاورة. وميناء حمد، الذي يقع على بعد 40 كيلومترا جنوبي العاصمة الدوحة، هو أحد أكبر الموانئ في الشرق الأوسط.
ومنذ قطعت السعودية ومصر والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة العلاقات مع قطر في يونيو حزيران، يستقبل الميناء كميات كبيرة من الأغذية ومواد البناء لمشروعات إنشاءات من بينها استادات لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 التي ستستضيفها قطر.
وأثارت مقاطعة قطر، بزعم دعمها لمتشددين، مخاوف من أن تلك المشروعات قد تتأجل إذا تعطلت الإمدادات من الشرق الأقصى وجنوب آسيا.
لكن مسؤولين قالوا اليوم الثلاثاء إن ميناء حمد سيمكن قطر من تفادي العقوبات من خلال استيراد السلع مباشرة من دول مثل الصين وسلطنة عمان، بدلا من مرورها عبر ميناء رئيسي لإعادة التصدير في دبي.
وقال وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي في حفل افتتاح الميناء "إننا أثبتنا بما لا يدع مجالا للشك مدى المرونة والتماسك اللذين نتحلى بهما في مواجهة المحن دون التنازل عن قيمنا وتقاليدنا وطموحاتنا. ويحق لنا اليوم أن نرفع رؤوسنا عالية كوننا ندرك قدر الصعوبات التي اجتزناها وجسامة التحديات التي تخطيناها وانتصرنا عليها بما يشكل زادا ثرينا لنا في المستقبل".
وأطلقت الألعاب النارية فوق الميناء اليوم وألقى مسؤولون كلمات تمتدح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (37 عاما) وصموده في وجه "الحصار".
وأدى إغلاق الحدود السعودية مع قطر ووقف خطوط النقل البحري عبر دولة الإمارات إلى خفض واردات قطر بأكثر من الثلث في يونيو ويوليوز عن مستوياتها في نفس الفترة من العام الماضي. وبدأت مؤسسات في السعودية ودولة الإمارات والبحرين سحب أموال من البنوك القطرية وهو ما يشكل مخاطر على ميزانياتها.
وعززت قطر خطوط النقل البحري إلى الهند وسلطنة عمان وتركيا وباكستان، وأعلنت عن خطط لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنحو 30 بالمئة في محاولة واضحة لتهيئة نفسها لمزيد من الاستقلال الاقتصادي في الأجل الطويل.
ويمتد ميناء حمد على مساحة 26 كيلومترا مربعا وستبلغ طاقتة 7.5 مليون حاوية سنويا مع منشآت بنيت لاستقبال الماشية والحبوب والمركبات وسفن حرس السواحل بحسب ما قاله السليطي.