وُلد زين العابدين حوّاص، الملقب بولد الفلاّح، قبل 42 سنة، من أم ثانية لأب يدعى الجيلالي حوّاص، الذي كان رئيسا لجماعة اولاد حريز. وكان زين العابدين يشتغل كوسيط لبيع البطاطس بسوق الجملة. قبل ان يخوض غمار الانتخابات الجماعية ويفوز بعضوية المجلس الجماعي بدائرة جوالة الرمل.
وفي سنة 2003 سيخسر رهان الانتخابات لرئاسة جماعة الساحل، وعندما ارتقت حد السوالم لتصير بلدية، سنة 2009، ارتقى معها زين العابدين حوّاص ليصير رئيسا لذات البلدية وفي نفس الوقت برلمانيا لاقليم برشيد عن حزب الصالة والمعاصرة.
وقبل الإنتخابات الجماعية لسنة 2015، حلّت لجنة من المفتشية العامة للإدارة الترابية بجماعة حد السوالم فاكتشفت عدة اختلالات وتجاوزات في تسيير الجماعة وتدبير ميزانيتها، ومنها منح رخص لشركات بدون سند قانوني والتوقيع على عقود بيع أراض لاتزال وضعيتها القانوينة لم تخضع للتسوية بعد، كما ان مبالغ كبيرة من الضرائب المستحقة لفائدة الجماعة لم يتم استخلاصها، واكتشفت اللجنة عملية تواطؤ كبيرة بين رئيس الجماعة والعديد من شركات العقار التي استفادت من امتيازات كبيرة مقابل أداء رشاوى وهدايا تحت الطاولة لسيادة الرئيس.
ومباشرة بعد تفجير هذه الفضيحة، طُرد زين العابدين من حزب الاصالة والمعاصرة، وتم تحييده من رئاسة بلدية حدّ السوالم.
وفي اكتوبر 2016 عاد حوّاص لممارسة "السياسة" باسم حزب الاستقلال، حيث تمت تزكيته كوكيل للائحة الرجال، فيما تمت تزكية زوجته كوكيلة للائحة النسائية لحزب الميزان، وهو ما مكنه من حصد 15 مقعدا من أصل 29 مقعدا، في سابقة من نوعها، بعد ان هزم بقدرة قادر كل الاسماء المعروفة ببرشيد ليتم انتخابه مرة أخرى رئيسا لبلدية حد السوالم وبرلمانيا لدائرة برشيد، بعد حوالي عام من فضيحة الفساد المالي والاختلالات التي اكتشفتها لجنة المفتشية العامة للادارة الترابية..
زين العابدين هذا، هو نفس الشخص الذي خلق "البوز" على موقع اليوتوب من خلال شريط مشهور يخاطب فيه "الحاجة خديجة" التي قصدته ليمنحها شهادة إدارية، فصدّها بالقول :"سيري ولا نطحن مكّ".
وفي شهر ابريل المنصرم، قضت محكمة النقض بتأييد الاحكام الصادرة في حقه ليتم طرده مجددا من رئاسة بلدية حد السوالم، رغم كل التدخلات التي لجأ إليها باستغلال السلطة والمال للبقاء في مركزه..
وخلال شهر رمضان المنصرم، قرر زين العابدين رفقة اسرته التوجه إلى الديار المقدسة قصد أداء "العمرة" ليتم توقيفه بمطار محمد الخامس، ويمنع من مغادرة التراب الوطني، قبل ان تستدعيه يوم 20 يونيو الجاري الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للتحقيق معه على خلفية أزيد من 150 شكاية رفعت ضده لتتم إحالته على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، التي قررت متابعته ووضعه رهن الاعتقال بسجن عكاشة..
وعند مباشرة الابحاث والتحقيقات مع الموقوف، اكتشفة مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مبلغ 17 مليار سنتيم داخل فيلا زين العابدين بحي طاماريس بالبيضاء.