كتبت صحيفة "لوكوريي دو فييتنام" أن الاتفاق الذي وقعه المغرب مع نيجيريا حول تنفيذ مشروع أنبوب نقل الغاز بين البلدين يعد نموذجا للتعاون جنوب –جنوب. وأوضحت الصحيفة أن توقيع الاتفاق بعد بضعة أشهر فقط من الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى نيجيريا يعكس نجاح نموذج التعاون جنوب –جنوب بين الرباط وأبوجا، الذي تحقق بفضل إرادة قائدي البلدين ورغبتهما في تنفيذ مشاريع ثنائية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد ناصر بوريطة قوله إن مشروع الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب ليس سوى تعبيرا عن الرؤية المشتركة لقائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس محمدو بوهاري، لتحقيق تنمية مشتركة مستدامة، فعالة وتضامنية بالقارة الأفريقية، على أساس التعاون جنوب –جنوب.
وأضافت أن بوريطة أوضح أن هذا المشروع الضخم، الذي سينجز من طرف الأفارقة ومن أجل الأفارقة، يشكل تجسيدا بليغا لدبلوماسية الفعل والقول، وتجليا آخر لرؤية جلالة الملك لإفريقيا متحكمة بمصيرها واثقة في مستقبلها.
وأشار إلى أن أنبوب نقل الغاز نيجيريا - نيجيريا سيكون له وقع إيجابي مباشر على أزيد من 300 مليون نسمة، مسجلا أنه سيتيح تسريع مشاريع كهربة منطقة غرب إفريقيا برمتها، بما يؤسس لإحداث سوق إقليمي تنافسي للكهرباء.
وأكد أن الأنبوب، الذي يشكل آلية فضلى لتحقيق الاندماج وأداة للتنمية الإقليمية، يعد مشروعا مستداما يأتي لتلبية الحاجة المتزايدة لأوروبا حيال تنويع مصادرها من الطاقة.
وبخصوص التعاون المغربي - النيجيري في مجال الأسمدة، قالت الصحيفة إن هذا التعاون سيتيح تبادل الخبرات في مجال تطوير بنيات مزيج الأسمدة والتخزين والنقل، ويساهم في تحديث القطاع الفلاحي.
وأشارت إلى أن هذه الشراكة تهم مجموع سلسلة القيمة الفلاحية، انطلاقا من بلورة صيغ للتسميد تتلاءم مع طبيعة التربة والزراعات النيجيرية، وصولا إلى توفر الأسمدة في السوق النيجيرية ووضع تدابير لمصاحبة الفلاحين المحليين.
كما سيمكن هذا التعاون من مضاعفة إنتاج نيجيريا من الأسمدة، عبر إحداث أرضية للمنتوجات الكيماوية الأساسية، مما يؤمن تزويد السوق المحلية بالأسمدة بأسعار تنافسية ودعم المسارات المحلية للتوزيع.