شعب بريس- محمد بوداري يعيش النظام الجزائري الآن في مأزق لا يحسد عليه، بعد التصريحات التي أدلت بها عائشة القذافي في رسالة صوتية بثتها قناة الرأي الفضائية السورية الجمعة الماضي. والتي دعت من خلالها من أسمتهم "أسود طرابلس" وغيرها من المدن للتصعيد ومحاربة الحكام الجدد. ووصفت عائشة القذافي أعضاء المجلس الوطني الانتقالي ومسئولي النظام الليبي الجديد ب "بالخونة". وأكدت أن والدها بخير وفي حالة معنوية طيبة ويحمل سلاحه ويقاتل جنبا لجنب مع "المحاربين". وبعد الانتقادات العنيفة التي تلقاها حكام الجزائر، على إثر هذه الخرجة الإعلامية المفاجئة "لكلوديا شيفر"، وإخطار مجلس الأمن الدولي لتوضيح موقف الحكومة الجزائرية من الأزمة الليبية وتصريحات ابنة القذافي، سارع مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري، في التفاف على القضية، بانتقاد تصريحات عائشة القذافي قائلا: "إنها غير مقبولة وإنه سيتم اتخاذ قرارات لمنع تكرار مثل هذا التصرف." وكانت الجزائر استقبلت عائشة القدافي رفقة والدتها صفية وشقيقيها محمد وهانيبال وأبنائهم، في 29 غشت الماضي، متحججة بكونها أقدمت على هذه الخطوة "لأسباب إنسانية". و كشف مسئول في وزارة الخارجية الجزائرية أن أفراد عائلة العقيد معمر القذافي الموجودين في الجزائر ملزمون بالامتناع عن الإدلاء بأي تصريح أو ممارسة أي نشاط سياسي أو حزبي وإلا سيتم ترحيلهم إلى وجهة أخرى في حال إخلالهم بهذه الالتزامات. ويرى الملاحظون أن نجلة القدافي ما كان لها أن تقدم على هذه الخطوة لو لم تلمس من حكام الجزائر نوعا من القبول والرضا على مثل هذه التصرفات، بل هناك من يذهب إلى حد القول أن ما قامت به عائشة القدافي كان بمباركة وبتواطؤ مع نظام الجنرالات بالجزائر الذين يريدون خلط الأوراق، بعد أن تجاوزتهم الأحداث في المنطقة وبعد أن أحسوا بعزلة دولية لم يكن لهم بها عهد إلى وقت قريب. وخير دليل على ذلك تلكؤهم في الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي، إذ تعتبر الجزائر آخر دولة، في القارة الإفريقية، تعترف بالنظام الليبي الجديد. محمد بوداري http://bouda.blog4ever.com/blog/index-525516.html