أشاد مسؤولون سامون بمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، أمس الجمعة، بجهود المغرب الرامية إلى ضمان نجاح الكوب 22 التي ستحتضنها مدينة مراكش في نونبر المقبل، مؤكدين على أن المجموعة الدولية مدعوة إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال " و"وضع حلول ملموسة من أجل محاربة تداعيات التغيرات المناخية ". وقال المدير العام للمنظمة خوصي غرازيانو داسيلفا في تصريح للصحافة إن الكلمة التي ألقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء خلال الافتتاح الرسمي لحفل تخليد اليوم العالمي للأغذية، الذي احتضنه مقر (الفاو)، تؤكد التزام المغرب بمحاربة انعكاسات التغيرات المناخية من خلال سلسلة من السياسات والبرامج الوطنية، تم وضعها منذ سنوات ومبادرات دائمة لفائدة التنمية المستدامة في إفريقيا.
وجدد داسيلفا بهذه المناسبة دعم الفاو للمغرب من أجل أن يبلغ المؤتمر المقبل حول المناخ أهدافه المرجوة وتمكين البلدان النامية، وخاصة في إفريقيا، من استفادة أكبر.
ودعا المدير العام للفاو أيضا البلدان إلى إدراج القضايا المتعلقة بالأغذية والزراعة في مخططات العمل حول المناخ والاستثمار أكثر في التنمية المستدامة في العالم القروي.
وأضاف أن الأمن الغذائي يعد إحدى القضايا الأساسية المرتبطة بالتغيرات المناخية، بالنظر إلى أن الأشخاص الأكثر فقرا، غالبيتهم من الفلاحين والصيادين ومربي الماشية هم الأكثر تأثرا بارتفاع درجات الحرارة ووتيرة الكوارث المرتبطة بالمناخ.
وأضاف أنه، من الآن فصاعدا على الزراعة والأنظمة الغذائية أن يتلاءما مع الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية وأن يصبحا أكثر مقاومة لها، وأكثر إنتاجا واستدامة.
من جانبها، أبرزت المديرة العامة المساعدة للفاو ماريا هيلينا سيميدو أن حضور صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء لهذا الحفل الرسمي "اعتراف اتجاه التعاون القائم بين الفاو والمغرب في إطار التحضير للمؤتمر المقبل حول المناخ في نونبر بمراكش ".
وبعدما نوهت " بالعمل الذي يقوم به المغرب منذ سنوات " في مجال مكافحة انعكاسات التغيرات المناخية، أشارت السيدة سيميدو إلى أن الفاو عبر دائما عن إعجابه بالبرامج التي وضعتها المملكة من أجل مكافحة التغيرات المناخية، والنهوض بالقطاع الزراعي ومحاربة الفقر في العالم القروي، مذكرة في هذا الصدد على الخصوص بمخطط المغرب الأخضر، ومخطط آزور وخيار المغرب في مجال الطاقات المتجددة.
وأبرزت أن " هذه البرامج والسياسات تؤكد على أن المغرب، وعلى أعلى مستوى في الدولة، له رؤية واضحة بخصوص محاربة التغيرات المناخية "، مضيفة أنه ومن خلال اتصالاتها بالمسؤولين المغاربة، بدى لها جليا أن " المغرب يطمح إلى الانتقال من الآن فصاعدا، وبعد الأقوال، إلى الأفعال وأن نحقق نتائج ملموسة.
وحسب سيميدو، فإن الفاو تعمل مع المغرب في التحضير للكوب 22 من خلال مده بالدعم التقني لوضع تصور للمؤتمر القادم والذي سيسبقه تنظيم، من طرف الجانبين، لسلسلة من الأنشطة حول مختلف القضايا".
من جانبه، توقف مارسيال بيرنو، المسؤول عن القسم المكلف بقضايا المناخ والبيئة بالفاو، عند أهم فقرات الكلمة التي ألقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء خاصة المتعلقة بالمبادرة المغربية لملاءمة الزراعة الإفريقية.
وذكر بأن هذه المبادرة تهدف إلى جعل ملاءمة الزراعة الإفريقية إحدى أولويات أجندة الكوب 22، حيث تكمن أهميتها في التأكيد على الربط بين مجال المناخ والمساعدات من أجل التنمية والتي كانت في السابق تعالج بشكل منفصل.
وفي معرض حديثه عن التعاون بين المغرب والفاو في أفق تنظيم الكوب 22، اعتبر بيرنو أن هناك تعاونا وثيقا بين الطرفين اللذان يعتزما تنظيم مجموعة من الأنشطة من بينها ثلاثة ايام حول الفلاحة والغابات والمحيطات.
وحسب بيرنو فإن الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية على الموارد الطبيعية والتراجع في التزود بالماء عبر العالم تؤكد على ضرورة استعمال هذه الموارد بشكل مستدام وخاصة في إفريقيا.
وتميز الحفل الرسمي لتخليد اليوم العالمي للأغذية بمقر الفاو بروما بالكلمة التي القتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، التي شاركت في هذا الحفل كضيفة شرف. وقد تم على هامش هذا الحفل التوقيع على اتفاقية شراكة بين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومنظمة الفاو.