أشاد المغرب وبلجيكا اليوم الجمعة ببروكسل بالطفرة الكبيرة التي عرفها التعاون بين البلدين في المجال الأمني عقب الاتصال الهاتفي بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك فيليب عاهل بلجيكا في 23 نونبر 2015. وذكر بيان مشترك صدر عقب زيارة العمل التي قام بها إلى بروكسل وزير الداخلية محمد حصاد والمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي بدعوة من السيد يان يامبون، نائب الوزير الأول ووزير الداخلية والأمن بمملكة بلجيكا، أن الطرفين عقدا اجتماع عمل حضره أيضا عن الجانب البلجيكي، وزير العدل كون غينز، وكاتب الدولة المكلف باللجوء والهجرة تيو فرانكن.
واغتنم الوفد المغربي هذه المناسبة ليجدد للسيد يان يامبون تضامن المملكة المغربية مع بلجيكا ، على إثر الاعتداءات الإرهابية الدنيئة التي استهدفت بروكسل نهاية مارس الأخير، معربا عن الاستعداد الكامل لمصالح الأمن المغربية لتعزيز التشاور وتبادل المعلومات مع نظيرتها البلجيكية.
وهمت المحادثات القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكذا على مستوى تدبير تدفق المهاجرين.
وعقب هذا الاجتماع، والذي حضره السيد سمير الدهر سفير المغرب لدى مملكة بلجيكا ودوقية اللوكسمبورغ الكبرى ، والسيد حميد شبار الوالي مدير التعاون بوزارة الداخلية، تم التوقيع على مذكرة تفاهم يلتزم بموجبها الطرفان بتعزيز آليات التعاون العملي بين مصالح الأمن في البلدين.
ونوه السيد يان يامبون بالمناسبة، بالطابع الشامل والإنساني للسياسة الجديدة للهجرة التي اعتمدها المغرب وكذا بريادة المملكة ودورها كشريك أساسي في الحرب ضد الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأكد على أن هذا اللقاء يشكل " مرحلة جديدة في التعاون مع المغرب " مشددا على أن التوقيع على مذكرة التفاهم يأتي بعد مصادقة البرلمان البلجيكي على اتفاقية هامة بين البلدين تهم الجريمة المنظمة.
وأبرز وزير الداخلية البلجيكي أيضا أنه " سواء على مستوى اللجوء والهجرة أو على مستوى السياسة الأمنية، فإنه ، وبفضل هذه الاتفاقية، التي تطلبت مفاوضات طويلة، نكون قد حققنا تقدما كبيرا في تعاوننا مع المغرب، أحد أهم شركائنا في الحرب على الإرهاب ".
من جانبه، قال وزير العدل البلجيكي إنه " بالتوقيع على هذه الاتفاقية، وعلى مستوى الشرطة وخاصة في ما يتعلق بالمقاتلين الأجانب، يمكننا أن نتعاون بشكل أفضل طبقا لتشريعنا الوطني وفي احترام للحقوق الأساسية والحريات ".
وأشار إلى أن " تبادلا جيدا للمعطيات أمر في غاية الأهمية في الحرب على الإرهاب والجريمة المنظمة التي لا تقف عند الحدود ".
وأضاف قائلا " أنا سعيد أيضا في أننا وجدنا في المغرب شريكا بناء ".
أما كاتب الدولة البلجيكي المكلف باللجوء والهجرة، فقد أكد على أن " إحدى المشاكل العملية في مجال الأمن هي تحديد الأشخاص الذين يرفضون الإدلاء بالمعلومات الصحيحة الخاصة بهم " مؤكدا في هذا الصدد أن " السلطات المغربية تقدما لنا المساعدة، من خلال مقارنة البصمات الرقمية لمصالحنا مع قاعدة المعطيات الخاصة بها. هذا الأمر يؤدي إلى تحديد أكثر سرعة وموضوعية ".
وأضاف أنه، ومن خلال هذه الاتفاقية " يؤكد المغرب أنه شريك بناء سواء في إطار الحرب المشتركة ضد الإرهاب أو في سياسة الهجرة ".