غادر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موريتانيا، صباح اليوم، متجها إلى الجزائر في إطار جولة يقوم بها بغرب أفريقيا وشمالها، بحسب ما أعلنت وكالة الانباء الموريتانية الرسمية. ووصل بان كي مون، مساء الخميس، إلى نواكشوط حيث التقى بالعديد من المسؤولين الموريتانيين، صباح الجمعة، بينهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورئيس الوزراء يحيى ولد حدمين بعد ظهر اليوم نفسه.
وخلال محادثاته مع الرئيس الموريتاني، تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى االنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، والوضع الكارثي في مخيمات تندوف حيث يعيش آلاف المحتجزين رهائن بأيدي عصابة البوليساريو ..
وقال بان كي مون للصحافيين إن "احراز تقدم بشأن الوضع في الصحراء يشكل اهمية هنا أيضا(بموريتانيا). العديد من اللاجئين يتشاركون في ثقافتهم وروابطهم الأسرية مع الموريتانيين"، معتبرا أن موقف "الحياد الإيجابي" الذي تعتمده موريتانيا "حيال هذه المسألة لاقى تفهما من قبل الجميع"، وهي إشارة ضمنية إلى موقف الجزائر الداعم والمساند للانفصاليين بدل اتخاذ موقف حيادي وتسهيل عملية الوصول إلى حل للنزاع الذي ساهم النظام العسكري بالجزائر في اختلاقه..
وكانت مصادر صحفية قد ذكرت أن المغرب رفض إعطاء إذن بنزول طائرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال هذه الجولة، وهو ما جعل بان كي مون يتلقف الرسالة، ويعلن أن زيارته ستقتصر فقط على الجزائر ومخيمات اللاجئين بالجنوب الغربي للجزائر بالاضافة إلى موريتانيا، دون زيارة للمغرب.
واعترف "بان كي مون" خلال ندوة صحفية، يوم الثلاثاء المنصرم، مع وزير الخارجية الاسباني"خوسيه مانويل غارسيا"، انه كان ينوي زيارة العيون والرباط خلال الجولة الحالية، الا ان المغرب رفض ذلك، في إشارة لرفض اعطاء إذن نزول طائرة الأمين العام للأمم المتحدةبالعيون.
وفي معرض لقائه مع رئيس الوزراء الموريتاني، أعرب بان كي مون أيضا عن "قلقه العميق إزاء الوضع في ليبيا" الغارقة في حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011.
وتشهد ليبيا منذ ذلك الحين فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا في انقسام البلاد قبل عام ونصف العام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة بعضها اسلامي متطرف تحت مسمى "فجر ليبيا".
واستغل تنظيم "داعش" هذه الفوضى لتوسيع نفوذه في البلاد. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان بهذا الشأن إن "هناك تقارير مقلقة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك انتهاكات خطيرة يمكن أن تشكل جرائم حرب".
وأضاف أنه "ينبغي على جميع أصحاب النفوذ أن يستخدموا نفوذهم لتهدئة الوضع ووقف القتال. ولا يجب بتاتا أن يقوم أي طرف بتأجيج النزاع".
وتابع بان كي مون بالقول إن "ممثلي الخاص، مارتن كوبلر، يسهل المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية"، وإن عمليات التأخير لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني "الكارثي" أصلا.
وشدد بان أنه "في الوقت الراهن، نحن نواجه الآفة المرعبة لداعش الذي يتمدد في ليبيا وخارج حدودها. النجاح في تحقيق الاستقرار في ليبيا سيعود بالنفع على الساحل، وعالمنا".
يشار إلى ان بان كي مون قام بزيارة لبوركينا فاسو، قبل ان يزور موريتانيا، ومن المفترض أن يقضي يومي السبت والأحد في الجزائر.