أعلنت وزارة الداخلية السعودية، اليوم الثلاثاء 23 فبراير، توقيف أعضاء في "هيئة الأمر بالمعروف" بعد اعتدائهم بالضرب على فتاة قرب مركز تجاري في الرياض قبل زهاء أسبوعين. ونقلت صحيفتا "الشرق الأوسط" و"عكاظ" في عددهما الصادر اليوم عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله: "إشارة إلى ما تم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقلته بعض وسائل الإعلام، عن حادثة ملاحقة فتاتين في الشارع المحيط بأحد الأسواق بمدينة الرياض، من قبل أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما نسب إلى بعض أعضاء الهيئة من اعتداء على إحداهما، فقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وفقا لما يقضي به النظام، وإيقاف المتورطين في قضية الاعتداء عليها، للتحقيق معهم في ما نسب إليهم من مخالفة نظامية".
وأوضحت وسائل الإعلام أن ذلك يأتي بعد أيام من استبدال مسؤول الهيئة في الرياض، في خطوة يرجح إنها على خلفية القضية ذاتها.
وسرت روايات عدة حول أسباب الاعتداء، من دون أن تعلن الهيئة موقفا رسميا، ونقل عن شهود عيان أن أفراد الهيئة اتهموا الفتاة بالسرقة، ونسبت لمصادر أمنية قولها أن الفتاة صعدت إلى سيارة شاب لا يمت لها بصلة قرابة، ما دفع عناصر الهيئة لملاحقتهما.
وبحسب الصحف المحلية، افلتت الفتاة من قبضة الهيئة بمساعدة أحد عناصر حراسة المركز التجاري الواقع في العاصمة السعودية.
وأثار الحادث جدلا واسعا بعد انتشار أشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر قيام عنصر من الهيئة بملاحقة الفتاة المرتدية عباءة سوداء بداية، ولاحقا ضربها وسحلها وهي ممددة على الأرض.
واثار الحادث تعليقات واسعة على موقع "تويتر" من خلال وسم "#فتاة_النخيل_مول" الذي ارفق بتعليقات منتقدة للهيئة.
وفي حين طالب مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي بفرض "عقوبة شديدة" على أعضاء الهيئة، دافع آخرون عن الهيئة، معتبرين أن الأمر يعود إلى سوء "فهم" من بعض أفرادها للأسلوب الواجب تطبيقه.
وأثار العديد من السعوديين في الماضي شكاوى بحق الممارسات المتشددة للهيئة التي تعد بمثابة "شرطة دينية" تسهر على تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في المملكة التي تفرض قيودا اجتماعية صارمة.