أشاد باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، بالإسلام المعتدل الذي يتبناه المغرب، وذلك أثناء زيارة قام بها إلى مسجد بالتيمور، حيث أشار إلى القيمة الكبيرة لمؤتمر مراكش لحماية الأقليات الدينية بالعالم الإسلامي. وقال الرئيس الأمريكي خلال لقائه بالجمعية الإسلامية لبالتيمور "في الوقت الذي نتكلم فيه الآن، ينقذ مسلمون كينيون مسيحيين مستهدفين من طرف الإرهابيين، كما أن مسلمين آخرين اجتمعوا أخيرا بالمغرب لدراسة حماية الأقليات الدينية مسيحيين ويهود".
هذه شهادة قوية من رئيس أكبر دولة في العالم، والتي تتوفر على مراكز دراسات متخصصة في الشأن الديني، رئيس دولة تنخرط بشكل كبير في الصراعات الدولية والإقليمية وتعرف حجم الصراعات الدينية التي تتهدد العالم، والتي أضحت في حاجة آنية لتبني نموذج ديني معتدل قادر على الاعتراف بالآخر كما هو لا كما يريده المنتمون لدين الأغلبية.
وكان السفير الأمريكي للتسامح الديني، أكد في وقت سابق أن جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، حامل لواء التسامح الديني في المغرب وفي المنطقة جمعاء.
وأبرز سابرشتاين، الذي كان يتحدث لمناسبة تسليم جائزة الحرية "مارتن لوثر كينج أبراهام جوشوا هيشل" الممنوحة لجلالة الملك الراحل محمد الخامس، أن الولاياتالمتحدة وحكومتها اعترفتا بالجهود الهامة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز التسامح الديني في المغرب وبالمنطقة جمعاء.
ولاحظ السفير الأمريكي، أن المغرب يضطلع، تحت قيادة جلالة الملك، بدور قيادي في مجال تعزيز حرية المعتقد الديني، ويعطي نموذجا على التعايش، من خلال التأكيد على أن المسلمين واليهود والجاليات الأخرى قادرون على التعايش في احترام وتكامل، مشيرا إلى التنوع الديني الذي يميز المجتمع المغربي.
ويعتبر المغرب نموذجا في محاربة التطرف الديني، وقد اتخذ إستراتيجية ميزته عن باقي الدول الإفريقية والشرق الأوسط، استطاع من خلالها تصدير نموذجه المعتدل ليقتدي به العالم في محاربة التطرف.
فالسياسة الدينية في المغرب تشجع على الإسلام المعتدل، وتلعب إمارة المؤمنين دورا كبيرا في نشر النموذج المغربي، خصوصا اتخاذ المغرب كبلد مستقبل لتكوين الأئمة في عدة بلدان إفريقيا.