نظم الأطباء الداخليون والمقيمون، أمس الاحد، شكلا إحتجاجيا آخر وذلك عبر الاصطفاف على طول شارع الكورنيش بالدار البيضاء، حاملين الشموع ولافتات كتبوا عليها مطالبهم، وذلك في وقفة رمزية لتذيكر الوزارة بأن ظروف عملهم ليست على ما يرام ولا ترقى إلى مستوى طموحاتهم، كما وقال محمد بنشاد المنسق الوطني للطلبة الداخليين والمقيمين، في تصريح صحفي، إن وقفة يوم أمس هي عبارة عن "لوحة تعبيرية تعكس معاناة الطبيب الساهر على راحة مريضه دون مبالاة من الوزارة الوصية" التي اختارت "سياسة الأذن الصماء والتجاهل لملفنا المطلبي"، يضيف ذات المتحدث.
وقال المتحدث، حسب ما أوردته بعض المصادر الصحفية اليوم، إن " أكثر من 800 مشارك اصطفوا على طول 1000 متر تقريبا في منظر مهيب مرتدين وزراتهم البيضاء، أمامهم شمعة بيضاء تخترق في صمت لتنير ما حولها و تخدم من حولها في رسالة لها أكثر من دلالة، يحملون لافتات بخلفيات بيضاء تلخص معاناتهم و مطالبهم العادلة و المشروعة ... انه الإبداع الصامت في أبهى حلله و أكثرها هيبة و وقارا"..
واشار بنشاد إلى أن إضراب الطلبة الأطباء المقيمين والداخليين، هو أطول إضراب قطاعي في "ظل سياسية الاقتطاع"، مشيرا إلى أن "انعكاساته على المرضى سيكون كبيرا"، مضيفا باستغراب: " كأن صحة المواطنين الذين يتضررون بالإضراب لا تعني الحكومة في شيء".
وقال المتحدث ذاته إن الأطباء متشبثون بحقوقهم وحقوق مرضاهم وبقضيتهم، ويعتبرون أن مطالبهم مشروعة، مؤكدا أن لديهم "عزيمة كبيرة للاستمرار والنضال إلى أن تتحقق مطالبنا".
ودعت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب لجنة الأطباء الداخليين والمقيمين، إلى حمل شارة تضامنية سوداء على الذراع، إلى غاية تحقيق الملف المطلبي، كما دعت طلبة السنة السادسة والأطباء الداخليين بالمستشفيات العمومية إلى الإضراب عن استعمال الختم الطبي بجميع المصالح.
ويقاطع الأطباء الداخليون والمقيمون التداريب بالمستشفيات الجامعية، باستثناء مصالح الإنعاش والمستعجلات والأنشطة البيداغوجية بجميع كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وكانوا قد نظموا اعتصاما في المستشفى الجامعي محمد السادس استمر لثماني ساعات..
ودعا المكتب المحلي للأطباء المقيمين بالرباط، في بلاغ له، عموم الأطباء الداخليين والمقيمين للمشاركة في الوقفة التي ينظمها اليوم الاثنين أمام المعهد الوطني للسرطان.
وسبق للأطباء أن أعلنوا نيتهم في إعداد لوائح لاستقالات جماعية، تشمل 3600 من الاطباء المقيمين والداخليين العاملين في المستشفيات الجامعية المغربية.
ويطالب الطلبة بتحسين ظروف التكوين عبر توفير المعدات والمستلزمات الضرورية للعمل، فضلا عن حل مشكل التعويضات عن الحراسة الإلزامية التي تراكمت منذ 2007، وهي السنة التي وقع خلالها محضر مع الوزارة من أجل الوفاء بمستحقات الأطباء الداخليين والمقيمين، تلك تعويضات كانت موضوع اتفاق في 2011 التزمت بموجبه الوزارة بتمكين الأطباء من مستحقاتهم، لكن دون جدوى، ليعمد في مارس الماضي إلى تعديل المرسوم المنظم للتعويضات، دون أن يتوصل الأطباء بأي درهم. على حد تعبير الطلبة.
وناشد الطلبة الوزارة لإعادة النظر في امتحان التخصص، حيث أن الأطباء الداخلين والمقيمين، يخضعون لنفس الامتحان الذي يجتازه الأطباء المساعدين.
ويتطلع هؤلاء الأطباء إلى رفع أجورهم التي تصل إلى 3500 درهم، حيث يعتبرون أنها لا تعكس وضعهم الوظيفي والجهود التي يبذلونها. ويطالبون بالزيادة في تلك الأجور إسوة بقطاعات أخرى، معبرين عن عدم فهمهم للإكراهات المالية التي تثيرها الحكومة كلما تعلق الأمر بهذا الملف.