يدشن معهد ثيربانطيس بالرباط أنشطته برسم الدورة الأخيرة لموسم 2015 مقترحا برنامجا متنوعا يراهن على تنشيط دور الدبلوماسية الثقافية في تعزيز العلاقات المغربية الاسبانية ويروم مد نطاق إشعاع الثقافة واللغة الاسبانيتين. وقدم مدير معهد ثيربانطيس بالرباط ومنسق جميع مراكز المؤسسة بالمغرب، خابيير غالبان، في ندوة صحفية صباح اليوم الخميس بالرباط، الخطوط الاستراتيجية للبرمجة الثقافية برسم الدورة التي تجسد توجها نحو تجويد آليات التدبير والبرمجة الثقافية وبلورة برامج إشعاعية ذات أهداف مدققة.
وأبرز غالبان أن منطق البرمجة الجديدة يتمثل في إظهار جدوى تعلم اللغة الاسبانية بالنسبة للطالب المغربي والمساهمة في إغناء خيارات الحداثة الثقافية والفنية التي يعرفها المغرب من خلال تبادل المهنيين المغاربة والاسبان وتوطيد دور اسبانيا في العلاقات الثلاثية الأضلاع التي تشمل المغرب وبلدان أمريكا اللاتينية.
وشدد على أن العمل الثقافي يتساوق مع التعاون الاقتصادي على الطريق نحو الدفع بالعلاقات المغربية الاسبانية الى أقصى الآفاق.
وقدم بالمناسبة حصيلة الدورة المنصرمة لأنشطة المعهد والتي تميزت بتكريس مواعيد هامة من قبيل أسابيع الصداقة المغربية الاسبانية وليالي رمضان ومهرجان السينما اللاتينية في دورتها الأولى مسجلا أن المعهد حرص في الآونة الأخيرة على توثيق التعاون مع المؤسسات الثقافية المغربية من قبيل المكتبة الوطنية وجامعة محمد الخامس ومعهد الدراسات الاسبانية والبرتغالية.
ومن جهته أكد المستشار الثقافي بالسفارة الاسبانية في الرباط، بابلو سانث لوبيث، أهمية البعد الثقافي في العلاقات بين الجارين مذكرا بأن المملكة تحتضن أكبر شبكة من معاهد ثيربانطيس عبر العالم.
وحول وضعية اللغة الاسبانية بالمغرب، أبرز سانث لوبيث أن المشاورات متواصلة مع وزارة التربية الوطنية من أجل ادراج باكالوريا دولية باللغة الاسبانية ودعم حضور الاسبانية في السلك الثانوي.
ولاحظ أن التلاميذ المغاربة يظهرون قدرات استثنائية في تعلم اللغة الثانية والثالثة، بما فيها الاسبانية، بسهولة واتقان فريدين، في حين يشكل تعلم اللغات الأجنبية مشكلة في اسبانيا.
وفيما يخص أهم المواعيد المنتظرة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من 2015، يتعلق الأمر بالدعوة لانعقاد أول مؤتمر للإسبانية كلغة أجنبية بالمغرب العربي، سيضم مهنيين يعملون في مجال تعليم الاسبانية بالمغرب والجزائر وتونس وإسبانيا. وأكد مدير ثيربانطيس أن هذا المؤتمر "سيكون محفزا على إقامة الاتصالات وتكوين شبكات من المهنيين المعنيين بتعليم الإسبانية".
وسيدشن المعهد سلسلة خاصة بكبار أعلام الثقافة الإسبانية، حيث سيدعو المهندس المعماري أندريس بريا، لتناول مسيرته انطلاقا من العقلانية التي وسمت شبابه وانتهاء بالتعبيرية الإيكولوجية التي طبعت أعماله الأخيرة.
وستتجدد المواعيد التقليدية مثل مهرجان جاز ثيربانطيس الذي سينظم في العديد من المدن المغربية بعد أن بلغ نسخته السابعة. ويتعلق الأمر بمهرجان ينحو بشكل واضح نحو دمج الجاز بالفلامينكو، أو أسبوع السينما الإسبانية "الأعمال الأولى" الذي سيحل للسنة الثانية على التوالي بالشاشة الكبرى لقاعة الفن السابع بالرباط. كما يقدم الفوتوغرافي المكسيكي أندريس أوردونييث نبذة عن أعماله التي تنطلق من عدسة آلة تصويره للتوغل في مناطق من عالم الأحلام ذات التعبيرية شبه المجردة.
وتقرر إصدار مجلة فصلية لأجل نشر البرمجة الثقافية للمؤسسة، ستوزع عبر نقط استراتيجية في الرباط بهدف مواصلة التعريف بمعهد ثيربانطيس لدى الجمهور المغربي.