فوجئ المواطنون الذين يتوفرون على هواتف ذكية(سمارتفون) بتغيير توقيت هواتفهم هذا الصباح بحذف ستين دقيقة، وذلك قبل الموعد الذي حددته حكومة بنكيران والذي يصادف الثالثة صباحا من يوم غد الأحد 14 يونيو 2015.. ولم يستطع العديد من المواطنين الإلتحاق بمقرات عملهم في الوقت المناسب، بسبب هذا الخطأ التقني الذي لم ينتبه إليه مبرمجو هذه الهواتف الذكية، ولم تصدر بشأنه أية توضيحات من الشركات المصنعة لهذه الآلات العجيبة التي أصبحت تهيمن على حياة الانسان وأضحت تتحكم في مصائره، بفضل ما يتيحه من خدمات نظام تشغيلها المشابه لنظام تشغيل الحواسيب، والذي يحوي الكثير من تطبيقات الحاسب ومنها الإتصال بالشبكة العنكبوتية، بالاضافة إلى خواص أخرى إضافية، تضم شاشة لمس وشبكات الهواتف النقالة وبلوتوث (Bluetooth) ووي في (WI FI)، و نظام تحديد الموقع العالمي(GPS) وكاميرا والتعرف على الكلام ومسجل صوت وفيديو والتواصل قريب المدى ومكبر أشعة تحت الحمراء... ولم يلاحظ أي تغيير في التوقيت بالنسبة للهواتف التي لا تدخل في خانة "ذكية"، كما لم يطل التغيير الحواسيب العادية والمحمولة واحتفظت بنفس التوقيت المعمول به حتى الآن بالمملكة (غرينيتش+ ساعة واحدة)..
ويطرح هذا الحادث المؤسف عدة أسئلة حول المسؤول أو المسؤولين عن برمجة هذه الهواتف، وما هي الجهة التي سيلجأ إليها المتضررون خاصة أن "الخطأ" تسبب في تأخر العديد منهم عن مواعيد العمل، فيما وجد التلاميذ أنفسهم في موقف حرج بعد أن التحقوا بأقسام الإمتحانات متأخرين بأكثر من ساعة على التوقيت الجاري به العمل (نموذج تلاميذ مؤسسات التكوين المهني التابعة لمكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل).. وعلق أحد الظرفاء على الحادث بالقول ان هذه الهواتف المسماة "ذكية"، أصبحت بفل فاعل "غبية" بين عشية وضحاها، أو ذكية أكثر من اللازم، حيث استبقت الزمن وانتقلت إلى توقيت المملكة الجديد قبل يوم من موعده، فحقّ عليها المثل المغربي الدارج "الزيادة من راس لحمق".. فهل فعلا هذه الهواتف "الذكية" حمقاء، أم ان المواطن الذي وضع ثقته كاملة في هذه التقنية الجديدة هو "الأبله"؟ كما أن هذا الحادث يطرح أسئلة حول طريقة تعاملنا مع التكنلوجيا الحديثة واستخداماتنا لها؟ وهل يمكن وضع حدود لثقتنا في هذه "الكائنات" التي صنعها الانسان لخدمته وتيسير أمور حياته، فأمسى عبداً لها؟.. يشار إلى أن أنظمة تشغيل الهواتف الذكية (Smartphones) متعددة أهمها، نظام "ios" الذي تعمل به الأجهزة المصنعة من طرف شركة آبل، ونظام "android" الذي تشتغل به أجهزة شركة غوغل، بالضافة إلى نظام التشغيل "windows phone" الخاص بشركة مايكروسوفت..وبالتالي فإن هذه الشركات (أو وكلائها في المغرب) مسؤولة إلى حد بعيد عن هذا الخطأ الذي وقع هذا الصباح، ومن تم فإن المتضررين منه يتوجب عليهم مقاضاة هذه الجهات كل حسب نوعية "السمارتفون" الذي يستعمله.. يذكر أن وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة كانت قد أعلنت، بداية هذا الاسبوع، أنه سيتم توقيف العمل بالتوقيت الحالي للمملكة (غرينيتش+ ساعة واحدة)، وذلك بتأخير الساعة بستين دقيقة عند حلول الساعة الثالثة صباحا من يوم الأحد 14 يونيو 2015، وبإضافة ستين دقيقة عند حلول الساعة الثانية صباحا من يوم الأحد 19 يوليوز 2015. وذكر بلاغ للوزارة، تم تعميمه يوم الاثنين المنصرم، أن هذا الإجراء يأتي عملا بمقتضى المرسوم رقم 126- 12 – 2 الصادر في 26 من جمادى الأولى 1433 للهجرة الموافق (18 أبريل 2012)، وبناء على قرار رئيس الحكومة رقم 3.29.15 الصادر في 16 شعبان 1436 الموافق ل4 يونيو 2015.