أكد الأستاذ صبري الحو محامي وخبير في القانون الدولي مهتم بالشأن الإفريقي أن الزيارة الملكية لأربع دول إفريقية تندرج في سياق استراتيجية شاملة تجعل من أهدافها تقوية مبدأ تعاون جنوب - جنوب. وأوضح الاستاذ صبري الحو في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن هذه الزيارة ستعمل على تقوية القدرات الذاتية لإفريقيا لتحقيق تنميتها الاقتصادية، بعد استغلال ممنهج خضعت له مواردها الطبيعية مضيفا أنها ستعزز أيضا قيم الشراكة مع عدد من الدول الإفريقية الصديقة نموذجا يحتذى للتعاون جنوب جنوب من خلال الوقوف على مشاريع تنموية مهيكلة في كل من جمهورية السينغال وجمهورية الكوت ديفوار والجمهورية الغابونية وجمهورية غينيا بيساو.
وأبرز الخبير في القانون الدولي أن الزيارة الملكية إلى إفريقيا منتظمة عبر أجندة سياسية واقتصادية محددة لمواكبة تنفيذ مضامين الاستراتيجية المغربية على عدة مستويات منها دعم مشاريع البنية التحتية لدى الدول الإفريقية الصديقة وكذا المساعدة في ضبط نوعية العلاقات المربحة والمتوازنة أساسها دعم الاستقرار وتحسين ظروف عيش الساكنة.
وأشار إلى أن رؤية جلالة الملك ترنو نحو مستقبل بعيد مشددا على أن هذه الزيارة تشكل مناسبة للاطلاع على المشاريع التي هي قيد الإنجاز والمشاريع المنجزة والتوقيع على اتفاقيات ثنائية جديدة تدعم قضايا التنمية البشرية وتبادل الخبرات وتعزيز الشراكة الاقتصادية مع هذه الدول.
وأضاف الأستاذ صبري الحو "يمكن القول أن هذه الزيارة تمثل ضرورة استراتيجية دولية، حيث ينظر إلى المغرب المؤهل لمكافحة الخطاب الأصولي التكفيري في افريقيا جنوب الصحراء عمقه التاريخي والثقافي عبر خطاب أساسه الوسطية والاعتدال" موضحا أن المغرب أبدى مهارة عالية في إدارة ملف التطرف الديني في البلاد ونجح إلى حد بعيد في إعادة تنظيم الخطاب الديني ورسم حدود العلاقة بينه وبين السياسة وهو ما يجعله قبلة لتكوين العديد من أئمة ورجالات دين من دول مغاربية وإفريقية.
وأبرز أن تعميق التعاون المتعدد مع هذه الدولة يرفع من العائد الاقتصادي والسياسي لمبدأ التعاون القائم على الندية، ويزيد من فرص تقوية العائد الاقتصادي الإفريقي الذاتي، حيث يجسد المغرب جزءا من استراتيجيته القائمة على أن خيار التنمية الإفريقية يجب أن يكون إفريقي - إفريقي.
وخلص الخبير في القانون الدولي والمهتم بالشأن الإفريقي إلى أن توالي هذه الزيارات يؤكد على أن المغرب حريص على تقوية موقعه الجيو استراتيجي وامتداده الروحي والثقافي في العمق الإفريقي وأن خيارات تعزيز عائده السياسي والروحي والثقافي لهذا الامتداد يحرص عليه بالإعلان عن تدشين مشاريع اقتصادية مهيكلة داخل عدد من الدول الصديقة أساسها المساهمة في تحقيق أمن واستقرار إفريقيا من خلال المزيد من تقوية مبدأ تعاون جنوب جنوب.