أكدت مصادر متطابقة من فرنسا أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى دالامبير بغرونوبل. ولاحظت المصادر وجودا مكثفا للأمن الجمهوري الفرنسي بعين المكان. وضربت السلطات الجزائرية تكتما شديدا على الوضع الصحي المتدهور لبوتفليقة، الذي يوجد في حالة حرجة جدا، يحاول الجنيرالات الذين يمسكون بدفة الحكم ألا يعلنوا عنها خوفا من أية اضطرابات قد تحصل. وسبق أن تم نقل عبد العزيز بوتفليقة في ماي الماضي على وجه السرعة أيضا إلى مستشفى فال دوغلاس، ومن حينها لم يظهر له أثر، وكان قد ذهب إليه في وقت سابق بعدما أعلن الحاكمون أنه ذهب لمجرد فحوصات روتينية عاد منها بعد ذلك على كرسي متحرك، ومن يومها والرئاسة الجزائرية تعتبر أمرا سريا، لا يعلم عنها حتى المقربون شيئا بل إن مسؤولين تصلهم أخباره فقط ولا يرونه رأي العين.
والمصادر التي أوردت نبأ نقل بوتفليقة إلى مستشفى دالامبير بغرونوبل تتحدث عن وضح حرج للرئيس الجزائري، في حين ما زال قصر المرادية متكتما عن الأمر ووسائل الإعلام الجزائري في خبر كان وكأن الأمور تسير بشكل طبيعي، ولولا قناة أوروبا 1 ما علم أحد بأمر نقل بوتفليقة إلى المستشفى.
ومجرد نقل بوتفليقة إلى مستشفى بفرنسا دليل آخر على كذب ادعاءات النظام الجزائري، الذي يجلس فوق ثروة ضخمة والملايير من عائدات النفط والغاز، ولا يتوفر على مستشفى مؤهل لاستقطاب الرئيس، أي ان المستشفيات خربة وغير صالحة للتطبيب وهي مجرد ديكور ووزارة الصحة مكلفة بأداء رواتب الأطباء والممرضين الذين لا يجدون حتى "الدواء الأحمر".
نقل بوتفليقة في هذا الوقت وفي حالة حرجة، وتكتم النظام الجزائري، دليل واضح على الانحدار الذي وصلت إليه الدولة الجزائرية، التي أصبحت هيكلا بلا روح، حيث تم فرض رئيس مريض ويعاني من مضاعفات صحية قبل الانتخابات الرئاسية، وتم تجييش الأتباع وصرف الملايير على الحملة الانتخابية التي لم يحضرها المرشح الرئاسي وأقصى ما فعله هو مخاطبة جمهور الناخبين عبر السكايب.
لقد أصبحت الجزائر دولة تمارس فيها رئاسة الجمهورية بشكل سري، وهي تشبه اليوم تلك التنظيمات التي كان فيها الزعيم يعرف باسم مستعار ولا يعرفه إلا بضعة أشخاص هم همزة الوصل مع باقي أعضاء التنظيم، والحكومة الجزائرية اليوم لا تعرف مصير الرئيس بوتفليقة منذ ماي الماضي وهناك بضعة أشخاص قد يتواصلون معه أو لا يتواصلون هم من يديرون دفة البلاد عن طريق هذه الواجهة المدنية.