من لا يعرف العلاقات المغربية الإسبانية يعول على تصريحات هنا وهناك، وخبر مدفوع الثمن في هذا الموقع وذاك، لكن حقيقة الأمر تؤخذ من أفواه المعنيين بالأمر لا من أقلام السفهاء، الذين يبيعون الكلمة بالدولار. العلاقات المغربية الإسبانية محكومة بشروط تاريخية وجيوستراتيجية، حتمها الموقع المتشابه للبلدين، كما حتمتها التحديات المشتركة. ولم يكن جديدا ما قاله وزير الداخلية الإسباني، خورخي فيرنانديز دياز، بشأن هذه العلاقات، ولكنه تأكيد على واقع الأمر، حيث وصف علاقات التعاون بين المغرب وبلاده بأنها "ممتازة".
علاقات ممتازة هي فوق العلاقات العادية، والمختصون في العلاقات الدولية يميزون بين علاقات عادية وتاريخية وممتازة. فالعلاقات الممتازة لا تعني علاقات حسن جوار واحترام ولكنها علاقات جيوستراتيجية محكومة بالتعاون المشترك في أهم الملفات.
وقال فيرنانديز دياز، خلال لقاء صحفي عقب اجتماع لمجلس الوزراء الإسباني، إن "علاقات التعاون بين المغرب، البلد الذي يقيم روابط شراكة مع الاتحاد الأوروبي، ممتازة".
وتحرص إسبانيا على الحفاظ على هذه العلاقات الممتازة على الدوام، باعتبارها قضية مهمة بالنسبة لإسبانيا، وأعرب عن ارتياحه لنتائج اجتماع العمل، الذي انعقد الأربعاء المنصرم بتطوان، مع محمد حصاد. وحدد مفاصيل التعاون المغربي الإسباني، والمتمثلة في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من قبيل مكافحة الإرهاب، وعملية العبور، والهجرة السرية ومكافحة تهريب المخدرات.
واعترف فرنانديز بالمجهودات التي يبذلها المغرب بخصوص ملف الهجرة السرية، إذ يقوم بجهد مضاعف لمحاربة الظاهرة، ناهيك عن توطين العديد من المهاجرين السريين الذين يرغبون في اتخاذ المغرب بلد إقامة.
وكان محمد حصاد وفرنانديز قد عقدا اجتماع عمل خصص لمحاربة الارهاب، وعلمية عبور 2014 ، والهجرة السرية، ومحاربة تهريب المخدرات، والحفاظ على الامن والاستقرار على المستوى الاقليمي. ومكن الاجتماع من التذكير بمتانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس، وبجودة علاقات التعاون بين حكومتي البلدين، وكذا بتشبث شعبيهما بقيم الديمقراطية والحرية والتسامح وحسن الجوار.
فبخصوص محاربة الإرهاب جدد وزيرا الداخلية تشبثهما بالعمل باستمرار من أجل تحسين آليات تبادل المعلومات بين الأجهزة المكلفة بالاستعلامات، وخاصة في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لفائدة المجموعات الإرهابية، ونوها بالنتائج المهمة التي تم تسجيلها، بفضل هذا التعاون المدعوم، كما تشهد على ذلك عمليات تفكيك شبكات تنشط على مستوى البلدين، والتي أنجزت على التوالي في شهور مارس و يونيو وغشت من السنة الجارية.
وجدد الوزيران التزامهما بأن تتم عملية مكافحة الهجرة غير الشرعية في إطار الاحترام التام لحقوق الإنسان وكرامة البشر. وذكرا في هذا الإطار بأهمية مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى إرساء سياسة جديدة للهجرة بالمغرب وفق رؤية إنسانية.