الإسلام هو الحل حقيقة إيمانية وليس شعارا سياسيا، حتى ولو رفعته جماعة الإخوان في شعارها الانتخابي.. الإسلام هو الحل أكبر من أن يكون شعارا انتخابيا ولا عنوانا سياسيا، ولكنه حقيقة إيمانية مصداقا لقوله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89، فتصور المسلم للإسلام أنه منهج حياة ينظم حياة الفرد والمجتمع من النشأة إلى ما بعد الموت وفقا لقوله تعالى : {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162 ، والمسلم يتصور أيضا أن الحياة هي العبادة وأن العبادة الحقة هي ممارسة الحياة في ضوء قوله تعالى عن الغاية التي من أجلها خلق الخلق {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 ، والمسلم يؤمن كذلك أن الإسلام قرآنا وسنة وضع القواعد والمبادئ الأساسية التي تحكم الحياة في شتى جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والعسكرية وشؤون الأسرة والجوانب الترفيهية وكل شيء، ثم ترك التفاصيل الدقيقة لاجتهاد البشر لتتواءم مع متغيرات الزمان والمكان، واختلاف الثقافات والشعوب والبيئات. وعلى هذا فإن الحل الإسلامي وهو يرادف تطبيق المنهج الإسلامي على الحياة هو حتمية ربانية للإصلاح والرقي والسعادة، وأعظم ما يميز هذا المنهج أنه رباني التوجيه بشري الاجتهاد والإبداع والتنفيذ، فهو لا يحجر على عقول البشر بل جعل الاجتهاد والقياس وهما نتاج فكر بشري حر مصدرين من مصادر التشريع الخمسة! ثم اعتمد الشورى وفقه المصالح المرسلة والسياسة الشرعية فيما ليس فيه نص للحكم فيه! وبهذا جمع المنهج الإسلامي بين توجيه السماء واجتهاد الأرض فلم يحجر على الفكر ولم يحرم الإبداع ولا يصادر العقل. في ضوء هذه المعاني يتفق المسلمون جميعا على حتمية الحل الإسلامي بحيث نتفق جميعا على مرجعية المنهج وثوابت الإسلام ونختلف أو تتعدد رؤانا وفق تعدد اجتهاداتنا في التطبيق، فالحل الإسلامي لمشكلة حياتية ما عند الإخوان يختلف عن الحل الذي يطرحه السلفيون أو الجهاد أو حزب الوسط أو الأزهر وهكذا. وعلى هذا فإني أعتبر أن حقيقة الإسلام هو الحل يجب أن تظل فوق التوظيف التنافسي في العمل السياسي، باعتبارها حاكمة لجميع المتنافسين على الساحة، وإذا كان هناك ما يبرر هذا الاستخدام في الماضي عندما كانت المواجهة بين الفساد والاستبداد من جهة وبين التيار الإصلاحي الذي يعبر عن هوية الأمة من جهة أخرى، فإنه اليوم - أي الحل الإسلامي – أصبح حقيقة ملك الجميع ومرجعية الجميع، وحسنا فعل الإخوان إذ أعلنوا عن تأسيس حزبهم الجديد ( الحرية والعدالة ) وأتصور أنهم يجب أن يصوغوا شعاراتهم التنافسية في هذا السياق فالحل الإسلامي أكبر من أن يكون شعارا تنافسيا في وطن مرجعيته الإسلام ينيره الأزهر منارة الإسلام في العالم، والإسلاميون ليسوا فصيلا من الأمة أو تيارا من تياراتها بل هم الأمة يستوعبون بينهم غيرهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى لهم حرية الاعتقاد وحرية العبادة وحرية العمل بقوانينهم الشخصية.. علاء سعد حسن عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية