اعتبر سفير فرنسا بالمغرب شارل فريس مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء أن المغرب حقق تقدما مهما على الصعيد الاقتصادي في السنوات الأخيرة ، وأصبح يتوفر على رساميل يمكنها الاستثمار في الخارج. وأضاف الدبلوماسي الفرنسي، في كلمة خلال ملتقى حول "الاستثمار بفرنسا"، أن المملكة تزخر بخبرات ومهارات قادرة على خدمة التنمية بالمغرب على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وأشار إلى أن تنظيم هذا الملتقى بالمغرب "لم يكن أمرا اعتباطيا"، مؤكدا أنه جاء استجابة لإرادة سياسية واضحة سبق للرئيس الفرنسي السيد فرنسوا هولاند أن عبر عنها في أبريل من العام الماضي خلال ملتقى اقتصادي نظمه نادي أرباب المقاولات بفرنسا والمغرب والاتحاد العام لمقاولات المغرب.
وقال إن فرنسا، التي تستقبل مستثمرين من كافة أرجاء العالم، ترغب في استقطاب المزيد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة للاستقرار بها، مبرزا أن هذا الهدف يعتبر من أولويات السياسة الاقتصادية الفرنسية لدى وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية السيد لوران فابيوس.
وأوضح الدبلوماسي الفرنسي أن المغرب يعد من البلدان الصاعدة، ويمكن لاقتصاده التوجه نحو الخارج، مسجلا أن هذا التطور تحقق بفضل دينامية الإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة، ونجاعة سياساتها الماكرو اقتصادية المتبعة في السنوات الأخيرة.
وأشار فريس إلى أن المغرب نجح في اختراق السوق الإفريقية خاصة في مجالات الخدمات المالية والاتصالات والإنعاش العقاري والصيدلة والأسمدة الزراعية، مشيرا إلى أن المقاولات الفرنسية لها موقعها في هذا التطور، وهو ما يتجسد من خلال التقدم المسجل على مستوى المبادلات التجارية الفرنسية المغربية. وأضاف أن فرنسا تبقى، رغم الظرفية المالية الصعبة، ملتقى لا محيد عنه داخل السوق الأوروبية التي تضم أزيد من 500 مليون مستهلك، والتي تعتبر أول مصدر ومستورد عبر العالم، مسجلا أن بلاده تمتلك بنيات تحتية ذات جودة عالية على مستوى النقل واللوجيستيك والاتصالات والطاقة، ويدا عاملة ذات كفاءة عالية، وتتميز بقوتها الإنتاجية من خلال 71 قطبا تنافسيا وأنظمة اقتصادية بيئية منفتحة ومبتكرة.
من جهتها اعتبرت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون، في كلمة تليت باسمها، أن تشجيع المستثمرين المغاربة والفرنسيين يؤشر على التقدم الملحوظ الذي حققه أرباب المقاولات بالبلدين، مشيرة إلى أن هذه المقاربة تعكس قدرة البلدان الصاعدة، ومنها المغرب، على الاندماج سريعا في الاقتصاد العالمي.
وأبرزت بنصالح شقرون أن من شأن هذه الشراكة الفرنسية المغربية أن تتيح للمقاولات الفرنسية والمغربية الامتداد والتوسع في الأسواق الاقليمية والقارية، وكذا تدعيم قدراتها التنافسية ومؤهلاتها التنموية.
ومن جانبه أوضح نائب رئيس نادي أرباب المقاولات بفرنسا والمغرب محمد الكتاني أن هناك فرصا عديدة متاحة لتنمية الاستثمارات المغربية داخل التراب الفرنسي، وفي قطاعات مختلفة منها على الأخص معدات السيارات والصناعات المعدنية والميكانيكية والصناعات الغذائية . وشدد بالمناسبة على ضرورة تشجيع الاستثمارات المشتركة بإفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى تجربة القطاع البنكي المغربي، الذي استطاع أن يتوسع عبر عدد من بلدان جنوب الصحراء والبلدان الأوروبية، مما خول له المساهمة في خلق الثروة ومناصب الشغل في البلدان المستقبلة، وتنمية الشبكة البنكية، وتحقيق استثمارات مهمة في الموارد البشرية.
وتم تنظيم هذا الملتقى من قبل السفارة الفرنسية بالمغرب والوكالة الفرنسية للاستثمارات الدولية في إطار منتدى الشراكة الفرنسي المغربي المنعقد أمس بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.