اجتماع فرق ومجموعات الاغلبية بمجلسي البرلمان، الذي انعقد امس الخميس بسلا والذي اكد فيه الامناء العامون للاحزاب الاربعة المشكلة للتحالف الحكومي، جاء للرد على المعارضة، التي اجمعت على ترشيح غلاب لرئاسة مجلس النواب، وذلك من خلال التأكيد على التماسك والانسجام داخل مكوناتها.. وقد أكد الأمناء العامون للأحزاب الأربعة، العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، على تماسك الأغلبية وانسجام مكوناتها، وعبروا عن تأييدهم لمرشح التحالف خلال انتخابات رئاسة مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، والمقرر إجراؤها اليوم الجمعة 11 ابريل 2014.
وفي هذا الاطار أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، في كلمة بالمناسبة، أن أحزاب الأغلبية تشتغل في ظل "انسجام تام" بين مكوناتها، مشددا على أنه بالرغم من تبايناتها على مستوى المرجعيات، إلا أنها تجتمع في تصميمها على الاضطلاع بدورها في خدمة المصالح العليا للبلاد.
ومن جهته، اعرب رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، عن قناعته بأن محطة انتخاب رئيس مجلس النواب "ستؤكد الروح التي تجمع هذه العائلة"، مؤكدا ان انسجام مكونات الأغلبية الحكومية يبرز نضج التجربة الديمقراطية المغربية، قبل ان يضيف أن هذه التجربة ستترك وراءها، بالإضافة إلى المنجزات العملية، "تجسيدا لثقافة التعايش رغم الاختلاف".
إلى ذلك فند الأمين العام للحركة الشعبية، امحند العنصر، "الإشاعات التي تداولتها عدد من المنابر الإعلامية بخصوص وجود خلافات بين مكونات الأغلبية"، مشددا على أن العمل داخل الأغلبية يسير ب"انسجام وانتظام". ، مشددا على أن أولى أولويات الحكومة في نصف ولايتها تتمثل في الاستفادة المثلى من الكفاءات التي تزخر بها، والانكباب على الإصلاحات الكبرى التي تنتظرها بالرغم من الظرفية الحالية الصعبة.
أما بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فقال إنه "بعد الاضطراب الذي عرفته الحكومة السابقة، والذي أثر سلبا على وتيرة العمل الحكومي"، وضعت الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي من خلال ميثاق الأغلبية "شروط استقرار العمل الحكومي".، مبرزا أن محطة انتخاب رئيس مجلس النواب تشكل محكا أمام الأغلبية للإعلان بقوة عن تماسك وانسجام مكوناتها.
ويلاحظ من خلال هده التصريحات ان احزاب الاغلبية عازمة على مواجهة المعارضة ومرشحها غلاب الذي تشبث بحقه الدستوري من خلال اعلانه الترشح لرئاسة مجلس النواب لما تبقى من الولاية الحالية، وهو الانتخاب الذي من المقرر ان يجري اليوم الجمعة حيث سيعقد مجلس النواب جلسة عمومية تخصص لافتتاح الدورة الثانية من السنة التشريعية الثالثة وانتخاب رئيس مجلس النواب، وذلك طبقا لمقتضيات الفصلين 62 و 65 من الدستور ومقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب.
امتحان اليوم سيكشف عن مدى الانسجام، الذي اكد عليه امناء الاحزاب الاربعة المشكلة للتحالف الحكومي، في صفوف الاغلبية امام محاولات الاختراق التي يراهن عليها غلاب المسنود من فرق المعارضة رغم أعراض "التشرذم" والوهن التي بدأت تدب في اوصال المعارضة خاصة داخل الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال وصراع الاجنحة والتيارات داخلهما..