ترك أوزيبيو، أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الساحرة المستديرة وأسطورة كرة القدم البرتغالية، الذي توفى في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد عن سن 71 عاما بعد تعرضه لسكتة قلبية، أثرا لا يمحى، وبصمة وسجلا حافلين بالأمجاد والألقاب. ويعتبر أوزيبيو الملقب ب"الفهد الأسود"، بحق أسطورة من ذهب سطع نجمه مع ناديه بنفيكا ومنتخب البرتغال حيث حقق العديد من الألقاب والأهداف وأحد أكبر نجوم عصره وفي مقدمتهم البرازيلي بيلي. وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة البرتغالية لويس ماركيز غيديش "أن البرتغال تعلن الحداد الوطني لمدة 3 أيام تخليدا لذكرى أوزيبيو "الذي سطر اسمه بأحرف من ذهب في قاموس كرة القدم العالمية"، وإقامة قداس غدا الاثنين في كنيسة قريبة من ملعب "لا لوش" في لشبونة حتى يتمكن جميع المشجعين من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان اللاعب الدولي السابق. ومن جانبه، نعى الاتحاد البرتغالي لكرة القدم أوزيبيو، ملك منتخب البرتغال لسنة 1966، والنجم الأبدي للبرتغال ونادي بنفيكا التي وافته المنية صباح اليوم الأحد، مؤكدا أنه سيتم الوقوف دقيقة صمت في جميع مباريات البطولة المقررة اليوم. أما رئيس الوزراء، بدرو باسوس كويليو ، فقال إن أوزيبيو " لاعب كرة قدم عبقري ومثال في التواضع ورياضي متميز ورجل سخي ومتضامن وهو مثال رائع يحتذى به بالنسبة لجميع المشجعين لاحترافيته وإخلاصه وتفانيه". ومن جهته، أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر، أن عالم الساحرة المستديرة يشعر بأسى ومرارة عميقين بعد الإعلان اليوم عن رحيل الأسطورة البرتغالية أوزيبيو دا سيلفا فيريرا، معربا عن حزنه الشديد للخسارة الكبيرة التي منيت بها كرة القدم. وقال بلاتر "خسرت كرة القدم أسطورة، لكن أوزيبيو سيحتفظ إلى الأبد بمكانه بين الكبار.. لقد كان سفيرا لكرة القدم وللاتحاد الدولي، سنفتقده كثيرا، أرقد بسلام أيها "الفهد الأسود". ويحفظ الشعب البرتغالي بمكانة كبيرة في قلبه لأوزيبيو، المهاجم الفذ وأحد أعظم من مروا في تاريخ كرة القدم ليس البرتغالية فحسب وإنما العالمية على مر العصور. وكتب نجم المنتخب البرتغالي ونادي ريال مدريد الإسباني، كرستيانو رونالدو، في حسابه على موقعه الإلكتروني مع صورة له جنبا إلى جنب مع أوزيبيو، "أرقد في سلام وستبقى خالدا إلى الأبد". أما البرتغالي جوزي مورينيو، مدرب نادي تشيلسي الإنجليزي، فقال "إنه واحد من الشخصيات العظيمة في البرتغال، أحد النبلاء في بلادنا. أعتقد أنه سيبقى خالدا، ونحن جميعا نعرف ما قدمه لكرة القدم العالمية، والبرتغالية على وجه الخصوص". وتألق أوزوبيو المولود في موزامبيق، وهي مستعمرة برتغالية سابقة، طيلة مسيرته الكروية (15 عاما) قضاها مع نادي بنفيكا الذي بدأ الدفاع عن ألوانه في سن التاسعة عشرة، وساهم في إحراز الفريق البرتغالي كأس الأندية الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حاليا) عام 1962 على حساب النادي الإسباني العريق ريال مدريد بنجمه الكبير ديستيفانو، إلى جانب تتويجه 11 مرة بطلا للبرتغال وأربعة ألقاب بالكأس المحلية. وسيبقى أوزيبيو، الذي تم وضع تمثال له من البرونز أمام ملعب نادي بنيفيكا "لا لوش"، أسطورة خالدة في كرة القدم البرتغالية ورمزا من رموز فريق "النسور". وعلى المستوى الدولي، ترك "الفهد الأسود" أيضا تاريخا ناصع البياض خاصة بعدما نجح في قيادة منتخب البرتغال إلى احتلال المركز الثالث في نهائيات كأس العالم 1966 حيث توج هدافا للدورة بتسعة أهداف. ويعتبر أوزيبيو الهداف التاريخي لمنتخب البرتغال ولفترة طويلة برصيد 41 هدفا سجلها في 64 مباراة، قبل أن يتخطاه الدوليان السابق باوليتا والحالي رونالدو ب47 هدفا لكل منهما. واشتهر الراحل، الذي أنهى مشواره كلاعب عام 1978 بعد ثلاث سنوات من تركه لنادي بنفيكا وفوزه بالعديد من الجوائز الفردية مثل الكرة الذهبية في عام 1965 والحذاء الذهبي في عام 1968 و1973 ولقب هداف الدوري البرتغالي سبع مرات، بجمعه بين السرعة والمهارة إلى جانب حسه الهجوم الفعال والمتكامل.