اعربت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة عن تفهمها لحالة "الإحباط" للمملكة العربية السعودية تجاه مجلس الأمن وحالة "الجمود" التي تطغى عليه فيما يتعلق بملف الأزمة السورية. وأشارت الخارجية الفرنسية في بيان لها: "في سبيل حل مسألة الجمود داخل المجلس، فإن فرنسا تقترح بتعديل حق النقد -الفيتو-" ولم تقدم الخارجية الفرنسية أي تفاصيل إضافية حول هذه التعديلات المقترحة.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية رفضت الانضمام لمجلس الأمن كعضو غير دائم، بعد ان تم انتخابها إلى جانب أربعة دول أخرى مساء الخميس.
ويعتبر رفض الرياض شغل مقعدها في مجلس الأمن الدولي خطوة غير مسبوقة وفريدة من نوعها في تاريخ الأممالمتحدة.
وأكد المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي للصحافيين "ان عدنا بعيدا الى الوراء لا نرى اي حالات مماثلة لهذه الحالة". وقال "حتى زملائي في مجلس الامن او في الجمعية العامة ممن تعود ذاكرتهم الى ماض بعيد لا يتذكرون مثل هذا الحدث" حيث ان دولة منتخبة في المجلس ترفض شغل مقعدها.
وفي مرتين فقط في تاريخه اضطر مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا، 10 منهم غير دائمي العضوية، للعمل ب14 عضوا. في 1950 عندما مارست موسكو العضو الدائم سياسة الكرسي الشاغر وفي 1980 عندما لم يكن ممكنا الفصل بين دولتين مرشحتين من اميركا اللاتينية (كوبا وكولومبيا).
ويجدد مجلس الامن كل سنة خمسة من اعضائه العشرة غير الدائمين، ينتخبون لسنتين. ويجري الانتخاب على اساس مناطقي. كل منطقة تختار مرشحا تصادق عليه مبدئيا الجمعية العامة للامم المتحدة في الخريف (ليبدأ مهامه في الاول من يناير التالي).
لكن يتوجب ان يحصل المرشح على 129 صوتا على الاقل من الدول الاعضاء ال193.
وهذا النظام ادى الى حصول منافسات لا متناهية بين مرشحين من اميركا اللاتينية بلغت حدا قياسيا في انتخابات 1979 عندما لم تتمكن كولومبيا وكوبا من الحصول على العدد المطلوب رغم 154 دورة اقتراع. واختيرت في نهاية المطاف المكسيك كمرشح تسوية وانتخبت في الدورة ال155. لكن مجلس الامن اضطر للعمل في تلك الاثناء ب14 عضوا خلال اسبوعين.
وفي 1950 في خضم الحرب الباردة قررت روسيا في ظل حكم ستالين ان تترك مقعدها الدائم شاغرا خلال اسبوعين. وكانت تريد بذلك ممارسة الضغط لكي يعود مقعد الصين الى الحكومة الشيوعية الحاكمة في بكين، فيما كانت الصين في تلك الاونة ممثلة في الاممالمتحدة من قبل القوميين كيومينتانغ الذين استقروا في تايوان.
وكانت موسكو تعتقد انها تجمد بذلك عمل المجلس لكن الاعضاء الاخرين تجاوزوا قرارها ثم عادت موسكو لشغل مقعدها في غشت 1950.