لايزال الغموض يلف موقف الوفا من الاستقالة من حكومة بنكيران، التي تقدم بها زملاؤه في الحزب امس الثلاثاء، وذلك تفعيلا لقرار المجلس الوطني الذي حدد له المكتب التنفيذي لحزب الاستقلال اجلا اقصاه "ما قبل زوال امس". ففي الوقت الذي فضل الوفا السكوت وعدم الادلاء بأي تصريح في هذا الشان، تناسلت الاخبار والروايات حول موقفه من الاستقالة، حيث اوردت بعض المصادر ان الوفا، ووفقا لبعض المقربين منه، أكد انه غير معني بالاستقالة، فيما ذهب البعض، واستنادا إلى تصريحات شباط، بأن الوفا كان بمدينة العيون صباح امس وهو ما جعله يغيب عن اجتماع وزراء الحزب بحميد شباط..
إلا ان بعض الوقائع قد تسعفنا في الكشف عن موقف الوفا وذلك من خلال ملاحظتين اثنتين، وتتعلق الاولى بحضور الوفا امس جلسة الاسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، وثانيهما تقديم وزراء الاستقلال لاستقالاتهم بصفة فردية وليس شخصية.
فبخصوص حضور الوفا إلى مجلس المستشارين فإن ذلك يؤكد ما ذهبت إليه بعض المصادر التي اوردت ان الوفا غير معني بالاسقالة وبالتالي فإنه سيواصل اشغاله وسيحضر لجلسة الاسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، وبالتالي فإن اتصال الاستقلاليين وزعيمهم سباط بوزير التعليم لم يسفر على تغيير موقفه من الاستقالة..
ثاني البوادر التي يمكن ان تسعفنا في معرفة موقف الوفا من الاستقالة، هي تقديم وزراء حزب الاستقلال لاستقالاتهم بشكل فردي، حيث ان الحزب اكد اول امس من خلال لجنته التنفيذية وخلال اجتماع حميد شباط مع الوزراء الخمسة صباح امس الثلاثاء، أنهم سيقدمون "استقالة جماعية"، إلا انهم فضلوا تقديمها فردية، وهو اختيار يفتحه لهم الفصل 47 من الدستور، إلا انه خيار املته مواقف الوفا ورفضه الاستجابة لقرار اللجنة التنفيذية بتفعيل قرار المجلس الوطني، وهو بالتالي نتيجة منطقية لموقف الوفا الذي دفعهم لاختيار الصيغة الاخرى التي يمنحها لهم الفصل 47 من الدستور وهي تقديم الاستقالة بشكل فردي لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران..
هذه بعض الاستنتاجات التي يمكن ان تتوضح وتتأكد مع مرور الوقت او تكشف عن تهافتها بعد ان تفكّ عقدة لسان محمد الوفا ويفصح مباشرة و"بدون مرموز" عن مواقفه..
يشار إلى ان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيرانتوصل أمس باستقالة كل من بنزار بركة وزير الاقتصاد والمالية، وفؤاد الدويري وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ويوسف العمراني الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وعبد اللطيف معزوز الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، وعبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية، في الوقت الذي تأكد فيه أن محمد الوفا وزير التربية الوطنية لم يقدم استقالته بعد.
وفي حالة رفض الوفا تقديم استقالته، قبل مرور 48 ساعة كمهلة منحت له، فإن اللجنة التأديبية للحزب ستتخذ في حقه إجراءات خاصة قد تكون الطرد لا محالة من صفوف حزب الاستقلال.