دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى إجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر، بعد ساعات على إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي. وتوالت ردود الفعل أيضا من رضا بريطاني مشوب بالقلق وارتياح فرنسي إلى صمت اسرائيلي في انتظار ما سيؤول اليه الحراك السياسي الجديد في مصر.
وأعلن وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي عزل مرسي وتكليف منصور برئاسة مصر لفترة انتقالية تجري خلالها انتخابات برلمانية ورئاسية.
وقال الرئيس الاميركي في بيان بعد اجتماع مع مستشاريه في الامن القومي بالبيت الابيض "ادعو الان الحكم العسكري المصري الى اعادة جميع السلطات سريعا وبشكل مسؤول الى حكومة مدنية منتخبة ديموقراطيا من خلال عملية مفتوحة وشفافة".
واضاف "خلال هذه الفترة القلقة، نطلب من الجيش التأكد من ان الحماية مؤمنة لجميع المصريين والمصريات خصوصا حق التجمع سلميا وحق المحاكمات العادلة والمستقلة امام المحاكم المدنية" داعيا "جميع الاطراف الى تحاشي العنف والالتفاف من اجل عودة دائمة الى الديموقراطية في مصر".
واوضح ان "الولاياتالمتحدة ما زالت تؤمن بقوة ان افضل قاعدة لاستقرار دائم في مصر ترتكز على نظام سياسي ديموقراطي بمشاركة جميع الشرائح والاحزاب السياسية".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية انتقدت مرسي قبل دقائق من إعلان السيسي الإطاحة به وتعطيل العمل بالدستور لكنها لم تعلن أي إشارة تفيد بمعارضتها التحرك الذي أقدم عليه الجيش.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي ردا على سؤال عما إذا كان الجيش يملك الشرعية للإطاحة بالرئيس قائلة "لا نريد أن ننحاز لأي من الطرفين في هذه (القضية)".
وقد يساعد دعم شيخ الأزهر وبابا الأقباط لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش وحقيقة أنها تتضمن اجراء انتخابات وتعديل للدستور، في ضمان التأييد الأميركي لها.
وقالت ساكي في وقت سابق إن الولاياتالمتحدة لا تنحاز لطرف لكنها أوضحت أن المسؤولين الأميركيين اصيبوا بخيبة أمل بسبب خطاب مرسي الليلة الماضية. وقال مرسي في الخطاب إنه سيدافع عن شرعية انتخابه ولو كلفه ذلك حياته.
وقالت "ندعوه لاتخاذ مزيد من الخطوات".
وأضافت أنه ينبغي لمرسي أن يدعو لإنهاء العنف بما في ذلك العنف ضد النساء.
وقالت إنه ينبغي له أيضا اتخاذ خطوات للحوار مع المعارضة والجيش ومعالجة الأزمة سياسيا
ومن جهة اخرى، اعلن اوباما انه سيطلب من الوكالات والوزارات المعنية درس "التداعيات" الشرعية للوضع الجديد بالنسبة للمساعدة الاميركية التي تدفع سنويا لمصر والتي بموجب القانون الاميركي لا يمكن ان تدفع لبلد جرى فيه انقلاب عسكري.
وامرت الولاياتالمتحدة الاربعاء باخلاء سفارتها في القاهرة بعد ساعات على الاطاحة بمرسي من قبل الجيش، حسب ما اعلن مسؤول اميركي فضل عدم الكشف عن هويته.
وكانت وزارة الخارجية اعلنت قبل ايام انها سمحت للطاقم الدبلوماسي غير الاساسي بمغادرة البلاد.
وفي تحذير الى المسافرين، اكدت وزارة الخارجية في وقت لاحق انها "امرت الطاقم الدبلوماسي الاميركي غير الاساسي وعائلاتهم بمغادرة مصر بسبب الاضطرابات السياسية والاجتماعية" التي "قد تتفاقم في مستقبل قريب".
بالاضافة الى ذلك، نصحت وزارة الخارجية جميع "الاميركيين الى تأجيل سفرهم الى مصر" وطلبت من الذين يعيشون في هذا البلد مغادرته.
من جانبها تلتزم الحكومة الاسرائيلية الصمت الخميس بعد اطاحة جيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اصدر تعليمات لوزرائه بعدم الادلاء باي تعليق رسمي حتى الان حول الوضع في مصر، اول بلد عربي وقع معاهدة سلام مع الدولة العبرية عام 1979.
وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "الحكومة تراقب عن كثب الوضع في مصر لكنها لا تطلق توقعات لان الامور ما زالت تتقرر".
واضاف "من المهم ان يصل الشعب المصري الى مستوى من الحرية والادارة الذاتية (...) لكن الوضع الحالي يرسل موجات من الصدمة في انحاء العالم العربي مما يثير نوعا من القلق في اسرائيل".
وكتب خبير الشؤون العسكرية في صحيفة هارتس عاموس هاريل ان "اسرائيل تحرص على تجنب اي مظهر لتدخل في الاحداث في مصر".
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤول اسرائيلي دون ذكر اسمه قوله ان "القلق على مستقبل مصر مهم للغاية ومن الصعب للغاية على مصر المشغولة بالمشاكل الداخلية ان تتعامل مع المشاكل الامنية خاصة الجماعات الارهابية في سيناء".
وفي سياق متصل، دعت لندن الى الهدوء في مصر بعد اطاحة الجيش بالرئيس المصري محمد مرسي ولكنها لم تتحدث عن "انقلاب" مع اعلانها انها ضد تدخل الجيش لتغيير النظام.
وقال وزير الخارجية وليام هيغ في بيان ان "الوضع خطير بوضوح وندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس وتحاشي العنف".
واضاف ان "المملكة المتحدة لا تدعم تدخلا عسكريا كوسيلة لحل نزاعات في نظام ديموقراطي".
وبالرغم من قلقها حيال الاحداث التي جرت الاربعاء في مصر، تدعو المملكة المتحدة جميع الاطراف الى"ضبط النفس وتجديد المرحلة الانتقالية الديموقراطية في مصر".
واضاف "انه امر حيوي لهم للتجاوب مع تطلعات المصريين الذين يريدون التقدم الاقتصادي والسياسي باسرع وقت ممكن لبلادهم". واشار الى ان هذا الامر يمر بانتخابات عادلة في مستقبل قريب وتشكيل حكومة مدنيين.
أما في باريس، فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده "اخذت علما" باعلان مصر اجراء انتخابات جديدة بعد فترة انتقالية.
وقال فابيوس في بيان "في الوضع المتدهور جدا والتوتر الشديد في مصر، اعلن اخيرا عن تنظيم انتخابات جديدة بعد فترة انتقالية. اخذت فرنسا علما بذلك".
واضاف "تامل (فرنسا) ان يجري الاعداد لهذه الاستحقاقات في ظل احترام السلم الاهلي والتعددية والحريات الفردية والمكتسبات في العملية الانتقالية لكي يتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله".
والاربعاء دعا وزير الخارجية الفرنسي الرئيس محمد مرسي الى "الاستماع" لصوت شعبه الذي عبر له عن " رفضه" في مواجهة "وضع اقتصادي مزر للغاية".
واعلنت الصين الخميس تاييد "خيار الشعب المصري"، ودعت الى الحوار بعد اطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي واحتجازه مع فريقه.
واضافت هوا في لقاء صحافي معتاد في بكين ان "الصين تحترم خيار الشعب المصري".
وتابعت "نامل في ان يتفادى جميع الاطراف المعنيين في مصر اللجوء الى العنف وان يتمكنوا من حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور بهدف تحقيق المصالحة والاستقرار الاجتماعي". وتتجنب الصين عادة التدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى.