ستدعت وزارة الخارجية لدولة المالي أمس الثلاثاء سفير فرنسا في باماكو، للاحتجاج على ما أسمته ب"التصريحات غير الودية والمهينة" للرئيس الفرنسي، حسب بيان لها. وقد دعا ماكرون الثلاثاء إلى "عودة الدولة" إلى مالي، وذلك في سياق توترات شديدة مع الدولة الساحلية حيث تعمل فرنسا على تقليص وجودها العسكري، مصرحا أنه "يجب أن تعود الدولة بقضائها وتعليمها وشرطتها في كل مكان، ولا سيّما في مالي" حيث لا تزال مساحات شاسعة من الأراضي خارج سيطرة القوات الحكومية التي تواجه تمرّداً جهادياً وتوترات إثنية وعمليات تهريب حسب تعبيره. وسبق هذه التصريحات، تصريحات أخرى هاجم من خلالها ماكرون بشدة الخميس الماضي رئيس الوزراء المالي تشوغويل كوكالا مايغا بسبب الاتهامات التي ساقها ضدّ بلاده من على منبر الأممالمتحدة وقال فيها إن فرنسا بصدد التخلّي عن مالي. وأفادت الوزارة المالية في بيان لها أن وزير الخارجية « دعا السلطات الفرنسية إلى ضبط النفس وتجنب إطلاق أحكام تقييمية ». وأكد البيان رفض باماكو « التصريحات غير الودية والمهينة » التي وردت على لسان ماكرون، معبرا عن « احتجاج قوي على هذه التصريحات واصفا إيها بالمؤسفة. يشار إلى أن باريس باشرت في يونيو المنصرم إعادة تنظيم وجودها العسكري في منطقة الساحل، لا سيما من خلال مغادرة القواعد الواقعة في أقصى شمال مالي (كيدال وتمبكتو وتيساليت) والتخطيط لتقليص عدد قواتها في المنطقة بحلول 2023 ليتراوح بين 2500 و3 آلاف عنصر، مقابل أكثر من 5 آلاف حاليا.