استهلت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، أشغال دورتها ال 76، في سياق يتسم باستمرار جائحة كوفيد-19، وتداعياته الوخيمة في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من سنة ونصف على ظهورها. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "جائحة كوفيد-19 كانت أكثر الفترات صعوبة التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. إذ أدت إلى تعميق التفاوتات وتدمير الاقتصادات وإغراق الملايين في براثن الفقر المدقع". جاء ذلك خلال افتتاح أشغال هذه الدورة، حيث سلم الأمين العام المطرقة إلى رئيس الجمعية الجديد، السيد عبد الله شاهد، مثنيا على سلفه بالقول "طوال هذه اللحظة الصعبة والتاريخية، كنا جميعا محظوظين بالاعتماد على قيادة سعادة الرئيس فولكان بوزكير". ونسب الأمين العام للأمم المتحدة الفضل إلى الرئيس المنتهية ولايته لإعطاء الأولوية للتعافي المستدام، المتجذر في أجندة 2030، ودعم البلدان والمجتمعات أثناء إعادة بناء الأنظمة التي دمرتها الجائحة. وفي هذا الصدد، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تطلعه إلى التعاون الوثيق لخدمة ودعم جميع الدول "في هذه اللحظة غير العادية من الزمن والوفاء بالوعود الكبيرة والإمكانيات للنظام متعدد الأطراف والأممالمتحدة". وقال غوتيريش "إن الجائحة أثبتت أنها من أكثر التحديات صعوبة التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تسببت من جديد في تعميق اللامساواة وساهمت في تدمير الاقتصادات"، موضحا أنه "خلال العام الماضي سعت الجمعية العامة إلى حملة تطعيم عالمية طموحة وتعزيز الأنظمة الصحية وإجراء اختبارات الفحص عن فيروس كورونا، وهي الإجراءات الصحية والإحترازي الأكبر على مستوى التاريخ". وأشاد غوتيريش بعمل الجمعية العامة الحيوي العام الماضي في مجالات السلام والأمن ونزع السلاح وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة. وقال "إن هذه التحديات تزداد سوءا بسبب الإنقسامات التي تخيف عالمنا على كافة المستويات والأصعدة، مشددا على الحاجة إلى "تسريع استجابتنا بالاستثمار في اللقاحات والعلاج والرعاية الصحية والتغذية والمياه والتعليم والالتزام بأهداف مناخية خلال مؤتمر المناخ المقرر عقده في غالسكو في نونبر المقبل". كما شدد على الحاجة إلى إعادة الالتزام بقيم الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ودعم أكثر الفئات ضعفا وتعزيز السلام من خلال الحوار والتضامن. يشار الى أن الجمعية العامة أنشئت في 1945 بموجب ميثاق الأممالمتحدة، وتعتبر موقعا مركزيا بوصفها الهيئة الرئيسية للتداول ورسم السياسات والتمثيل في الأممالمتحدة، وتضم جميع أعضاء الأممالمتحدة البالغ عددهم 193 عضوا. وتشكل الجمعية العامة فضاء لإجراء المناقشات المتعددة الأطراف بشأن كامل نطاق المسائل الدولية المشمولة بالميثاق، ولكل دولة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة صوت واحد، ويتطلب التصويت الذي يجرى على مسائل هامة محددة أغلبية ثلثي الدول الأعضاء، ولكن المسائل الأخرى يبت فيها بأغلبية بسيطة.