أكد الكاتب الفرنسي، جيروم بيسنارد، أن "إعادة التفكير في النزاع حول الصحراء: التاريخ ووجهات نظر معاصرة"، المؤلف الجماعي الذي صدر مؤخرا باللغة الإنجليزية، يتقرح تحليلا "محكما" للعبة "المضطربة التي تخوضها الجزائر" في هذا النزاع "الكامن". وأوضح في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة صدور هذا المؤلف، المنجز بمبادرة من ائتلاف الحكم الذاتي في الصحراء، أن "الكتاب يقترح، على الخصوص، تحليلا محكما للعبة المضطربة التي تخوضها الجزائر في هذا النزاع الكامن، الذي كان ينبغي تسويته منذ 45 عاما". وبحسب السيد بيسنارد، الذي ألف هذا الإصدار، فإن "توظيف البوليساريو" التي تحتضنها الجزائر على أراضيها "لا ينطلي خداعه على الكثيرين"، مؤكدا على أهمية أن ترى الساكنة المحلية "أخيرا نهاية نفق إيديولوجي تم الإبقاء عليه بواسطة تمويلات كبرى لأذناب جامعيين منحازين، يقومون بنشر الكثير من الأعمال المبتورة باللغة الإنجليزية، سعيا إلى إغراق المشهد الأكاديمي حول هذه القضية". ويمكن هذا الإصدار – يضيف الكاتب – من إعادة وضع الصحراء المغربية ضمن سياقها الجيوسياسي الراهن، لاسيما فيما يتعلق ب "المخاوف بشأن التطور السياسي لمنطقة الساحل التي تقع كفريسة لزعزعة الاستقرار الإرهابي"، وكذا في سياق التنمية البحرية، الاستثمارات البشرية والمادية، فضلا عن إدراجها ضمن عملية الإصلاح السياسي والإداري للمغرب. وفي هذا الحوار، تطرق السيد بيسنارد، أيضا، للأسباب وراء القيام في هذا التوقيت بالذات بنشر هذا العمل الجماعي، الذي وطأ له الممثل الدائم السابق لإسرائيل لدى الأممالمتحدة، يهودا لانكري، مع إحدى عشرة مساهمة موضوعاتية حول جميع مظاهر قضية الصحراء المغربية. ومن وجهة نظر الكاتب الفرنسي، فمنذ بضعة شهور، أعيد بالفعل طرح مسألة مستقبل الصحراء المغربية، مسجلا أن المغرب انخرط في إعادة إطلاق استثماراته سعيا إلى تطوير هذه المنطقة "الهامشية جغرافيا، لكنها مركزية تاريخيا" بالنسبة للمملكة. وقال "نشعر أيضا بإرادة دولية واضحة، لاسيما من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، إزاء تسوية هذا النزاع الإقليمي بصفة نهائية"، مشيرا إلى أنه أضحى من "الملح" جمع خبراء دوليين تحت إشراف ائتلاف الحكم الذاتي في الصحراء، قصد توضيح النقاش على المستوى الفكري. ويقترح الكتاب مقاربة جديدة ومستقبلية للنزاع الإقليمي حول الصحراء من خلال أحد عشر فصلا موضوعاتيا. حيث ينطلق من نهج متكامل ومتعدد الأبعاد يوفق، لأول مرة، بين وجهات نظر مؤرخين وعلماء اجتماع وجيوسياسيين ودبلوماسيين ومسؤولين أمنيين وخبراء في الدراسات الإستراتيجية؛ كل يقدم وجهة نظره لتحليل تداعيات النزاع الإقليمي وتأثيره على الفضاءات الأورو-متوسطية والأطلسية ومنطقة الساحل على نحو شامل. وتتناول المساهمات المختلفة الجوانب التاريخية للنزاع، والديناميات الحالية، مع تحليل معمق لمسؤولية الجزائر، والبعد الإنساني للنزاع، والتهديدات الأمنية الناجمة عن استمراره، وكذا الآفاق المستقبلية، لاسيما مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل السياسي الوحيد الذي يتسم بالواقعية والاستدامة وبالطابع العملي والقائم على أساس التوافق. ويقدم هذا العمل ردا موضوعيا ورصينا على الحملات الدعائية التي تغذيها الجزائر و"البوليساريو"، بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. ويعد الأول ضمن سلسلة من الكتب حول قضية الصحراء المغربية تحمل عنوان: سلسلة كتب التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء. ويعتبر ائتلاف الحكم الذاتي في الصحراء (المنصة الدولية للدفاع عن الصحراء المغربية ودعمها سابقا)، شبكة مستقلة تتكون من 3000 محام وأكاديمي وصحفي وفاعل في المجتمع المدني، ملتزمون بالدفاع عن مغربية الصحراء وتفوق مبادرة الحكم الذاتي المغربية.