مباشرة بعد تسريب وثيقة لمشروع قانون رقم 20-22 المتعلق بإستعمال شبكات التواصل الإجتماعي، سارعت العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية و القانونية إلى تنزيل بيان مشترك بخصوص هذا الأمر و جاء فيه: صادق المجلس الحكومي المنعقد يوم 19 مارس 2020 على مشروع القانون رقم 22-20 بشأن استعمال شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح والشبكات المماثلة شريطة عرضه على أنظار لجنة تقنية ثم على لجنة مختصة مشتركة بين الوزارات، في غياب تام للشفافية، قبل عرضه على البرلمان. ولم يتم نشر أي نسخة من مشروع القانون رسميًا حتى الآن، كما لم يتم تقديم أي معلومات عن مكونات اللجان المذكورة أو صلاحياتها أوطرق اشتغالها أو نطاق تدخلها. نحن منظمات المجتمع المدني والأفراد الموقعين على هذا البيان المشترك نتساءل عن الهدف من وراء إقدام الحكومة على إعداد وتقديم هذا النص في خضم الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كورونا COVID19 ، كما نعرب عن اندهاشنا من السرعة التي تمت بها المصادقة على هذا المشروع في مجلس الحكومة، علما أنه لم ينشر على موقع الأمانة العامة للحكومة طبقا لما هو منصوص عليه في الفصل 78 من الدستور. كما لم يُعرض مشروع القانون للنقاش العام بين مختلف المتدخلين خلافا لأحكام القانون 31-13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات مع العلم أنه يهم كل مستخدمي للإنتيرنت الذي يفوق عددهم 25 مليون مواطنة و مواطن في المغرب. إننا نتساءل حول الدراسة التي من المفترض إنجازها حول الأثر المحتمل لهذا القانون طبقا لما هو منصوص عليه في المرسوم رقم 2-17-585 بشأن دراسة الأثر الواجب القيام بها بخصوص بعض مشاريع القوانين، كما أن غياب أي دور للمجلس الوطني لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في عملية صياغة هذا النص يجعلنا نطرح السؤال حول سلوكات الحكومة بخصوص المقاربة التشاركية مع جميع الأطراف. إن التوقيت وانعدام الشفافية حول عملية صياغة مشروع القانون 22.20 والمصادقة عليه من طرف الحكومة يثير لدينا مجموعة من المخاوف بشأن محتوى هذه النص وانعكاساته المدمرة على حرية التعبير. وعلى الرغم من أن مشروع القانون لم يتم نشره من طرف أية جهة رسمية، يبدو جليا، من خلال قراءة النص المتداول في الأعمدة الصحفية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، أننا نواجه محاولة أخرى لتقييد حرية التعبير والتحكم الصارم في وسائل التعبير التي تتيحها شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات المماثلة. كما يظهر أن مجموعة من مواد هذا القانون منافية لما هو منصوص عليه في الدستور، لا سيما الفصل 25 منه الذي يضمن حرية التعبير والرأي. يبدو أن مشروع القانون يريد إخضاع استعمال شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات التواصل إلى إذن صريح من طرف السلطات. كما أن بعض المواد تنص على خوصصة الردع والرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الإنتيرنت عن طريق إقحام مشغلي الشبكات ومطوريها ومزوديها في الرقابة على المحتوى الذي قد يعتبرونه غير مطابق للقانون. كما يبدو أيضًا أن واضعي الوثيقة يتوخون حظر بل تجريم أشكال معينة من التعبير مثل الدعوة إلى مقاطعة المنتجات والعلامات التجارية. كما يبدو واضحًا أن هذا القانون سيشكل، إن تم تبنيه في هذه الصيغة، سابقة خطيرة وانزلاقًا نحو التعسف في الرقابة على حرية التعبير، وأحيانًا دون اللجوء إلى الإجراءات القانونية اللازمة. نحن، منظمات المجتمع المدني والأفراد، ندرك تمامًا الحاجة إلى تحديث الإطار القانوني الوطني لتحسين قدرتنا على مكافحة الأشكال الجديدة للجرائم الإلكترونية والإرهاب والجريمة المنظمة والحد من نشر الأخبار الزائفة وبعض المحتويات والتعليقات المحرضة على الكراهية والتمييز، كما نناضل من أجل الحد من قوة منصات التواصل الاجتماعي على توجيه محتوى الوسائط الاجتماعية وفقًا لمصالحها التجارية أو الاقتصادية أو السياسية، التي أدت إلى حد الاشتباه في بعض الدول والأطراف بالتأثير على مسار الانتخابات. إننا نرفض بشكل قاطع السماح بتكييف وتعديل الرزنامة القانونية لمواكبة تحولات العالم الافتراضي بحيث يصير بمثابة حصان طروادة لإرساء أشكال جديدة من الرقابة وتقييد مساحات الحرية، خاصة وأن المرجع الدولي في هذا المجال الذي يستند إليه مشروع القانون المذكور أعلاه هو الاتفاقية المتعلقة بالجرائم الإلكترونية المعروفة باسم اتفاقية بودابست لعام 2001 التي انضم إليها المغرب فقط في عام 2018 والتي لا تتضمن أي مقتضى يجرم الدعوة للمقاطعة أو الدعوة إلى سحب الأموال من البنوك. وفي نفس السياق، التزم المغرب في إطار شراكته الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا من أجل تعزيز التشريعات المغربية بشأن الجرائم الإلكترونية باحترام الحقوق الأساسية وحريات المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، تجدد منظمات المجتمع المدني والأفراد الموقعون على هذا البيان مخاوفهم بشأن الانتهاكات الحقوقية في سياق تدبير أزمة جائحة كوفييد 19 وتجدد أسفها لتواتر الاعتقالات بسبب التعبير عن الرأي على شبكات التواصل الاجتماعية. كما تؤكد على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال استغلال الإجماع الوطني اللازم في سياق مكافحة الوباء كفرصة لشرعنة التجاوزات التي لاحظناها منذ عدة أسابيع من خلال "البيانات الصحفية المشتركة" بل جعل هذا الإجماع الوطني فرصة لمحاولة فرض واقع جديد على عالم التواصل الافتراضي، و الحقوق و الحريات مثل استخدام تطبيق التتبع دون اعتماد القوانين والتشريعات ذات الصلة. نحن منظمات المجتمع المدني والأفراد الموقعين على هذا البيان نطالب بما يلي : – التخلي التام عن مشروع القانون 22-20 . – احترام حرية التعبير والحق في الوصول إلى المعلومة، وخاصة في أوقات الأزمات الوبائية . – الإفراج الفوري عن المعتقلين ووقف المحاكمات المتعلقة بحرية الرأي والتعبير على شبكات التواصل الاجتماعية . – نرفض خوصصة الرقابة على الإنترنيت أو أي إجراء آخر يؤثر على الحياد في النت – نرفض أي انتهاك لحقوق المستهلكين، لا سيما حظر استخدام المقاطعة أو أي وسيلة تسمح بالتعبير عن رأي سلبي أو تقديم شكوى حول منتوج أو خدمة أو إساءة أو شطط في استعمال السلطة. – ندعو إلى تنزيل برنامج عمومي للتربية على الإعلام بدلاً من استخدام المقاربة القمعية الصرفة. – ندعو إلى فتح نقاش وطني حول حريات الإنترنيت ومسؤوليات مختلف المتدخلين . قائمة الموقعين الأوائل: المنظمات الوطنية : جمعية مبادرات مواطنة AIC جمعية عدالة من اجل محاكمة عادلة جمعية العرعار جمعية الفتح للبيئة والتنمية جمعية امل للنساء والتنمية الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب ADFM جمعية الشعلة للتربية والثقافة جمعية الشباب من اجل الشباب AJJ جمعية الانطلاقة النسائية جمعية شباب الزغنغن للثقافة والتنمية الجمعية المغربية لاوراش المدارس للتنمية الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ الجمعية المغربية لحقوق الانسان AMDH جمعية نعمة للتنمية جمعية سلا المستقبل مركز حرية الاعلام CMF مركز الذاكرة المشتركة للديموقراطية والسلام اللجنة الوطنية لحركة لا خطاب الكراهية – المغرب المدرسة المواطنة للدراسات السياسية ECEP الفضاء الجمعوي فدرالية رابطة حقوق النساء FLDF المنتدى الجمعوي اسفي منتدى بدائل المغرب FAMS منتدى الساقية الحمراء واد الدهب للديمقراطية والتنمية المنتدى المغربي للصحفيين الشباب المنتدى المتوسطي للشباب FOMEJE مبادرات لحماية حقوق النساء IPDF معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الانسان الوسيط من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان حركة انفاس للديمقراطية المرصد المغربي للتعليم المرصد المغربي للسجون المنظمة المغربية لحقوق الانسان OMDH منظمة حرية الاعلام والتعبير الشبكة الامازيغية للمواطنة Azetta شبكة الجمعيات التنموية بواحا ت الجنوب الشرقي Radose شبكة الفضاء الحر بالمحمدية الشبكة المغربية للحق في الوصول الى المعلومة المنظمات الدولية جمعية محامون بلا حدود ASF الأورو-متوسطية للحقوق منظمة الفصل 19 – الشرق الأوسط وشمال افريقيا الشخصيات عبد الرحيم الحنصال امينة زيوال أسماء فالحي عبدالله دامي – أستاذ جامعي ادريس كسيكس – باحث وكاتب فاطمة لعوينة حسناء عمراني – Réseau Alarm Phone Groupe Maroc حورية إسلامي – مدافعة عن حقوق الإنسان كريم حجاجي خديجة درمان – أستاذة جامعية خديجة مروازي ليلى امغران – مدافعة عن حقوق الانسان ذة. خديجة الروكاني محمد كرزازي- مناضل حقوقي ذ. محمد بنعطا ذ. رشيط الشريكي مصطفى الحداد مصطفى لويزي نجاة شنتوف – محامية نوفل بوعمري – محتمي ومدافع عن حقوق الانسان سناء مسالم صوفيا حمزاوي يوسف لعرج