هو ذاك الرجل الأنيق ذو اللسان الرطب بذكر الرحمن… ذاك المسن السبعيني المتوازن الكتوم و القليل الكلام… هو الإسم المشتق منه المصباح الذي لطالما أنار ظلمة زنزانة برقم… و حي بإسم … طوال مدة تجاوزت التسع سنوات بقليل و من مدة حكم قاربت الربع قرن. هو أب لأربع أبناء كان المعيل فأصبح بحكم الله معال… كانت معاناة فردية بداخل غياهيب السجن لتصبح معاناة جماعية بداخل أفراد أسرة الكل أصبح فيها معال و المعيل هنا الله الواحد الرزاق… و السبب الجائحة كوفيد 19… في دردشة للكاب 24 تيفي و من وسط بيت الأسرة و أحد أبناء الرجل الطيب الحاج "م.م" "شكرا كورونا الي عفيتي على م" "نعنقوك والا بغات تجي كورونا تجي" هي إذن تلك العبارات التي إختلطت بدموع الفرحة من هنا و دموع الحزن من هناك. هي إذن شعبية منقطعة النظير عبر عنها كل ساكنة الحي ( القنيطري ) و تضحية بالغالي و النفيس فقط لمعانقة من شهدت له كل جوارح الجيران بالنبل. ما وقفت عليه الجريدة من حشد و جموع في ظل الحظر لا يزيدنا و بكل أمانة إلا شعورا بالخوف كما بالفرحة ، الخوف أبلغ في ظل الحجر الصحي و حالة الطوارئ القصوى التي تمر منها البلاد و العباد، وجب على الكل، تفادي العديد من النقاط و تطبيق الحجر على نفسه حتى ينعم الأب "م" بحياته الأسرية و في طمأنينة.. السؤال الذي بعثر كل الحروف، كيف لمعيل كان معيلا و أصبح معالا و ليس له قوت يومه و باقي أفراد أسرته؟ هل سيستفيد من صندوق الجائحة ؟ أم تراه سيسعى للحصول على إكراميات المحسنين و كيف يكون له ذاك ؟ و هو الذي لم يعي بعد أنه بكنف أسرته لكن بمعقل كبير إسمه الحجر الصحي.