بعد أن فقد رجل الأعمال الصيني “جاك ما” مركزه كأغنى رجل في آسيا لصالح الهندي “موكيش أمباني”، اتجهت الأنظار نحو الرجل الذي تمكن من تجاوز مؤسس “علي بابا”. ووصلت قيمة ثروة “أمباني” في الوقت الحالي 44.3 مليار دولار، متجاوزة ثروة “جاك ما” التي تبلغ في الوقت الحالي 43.6 مليار دولار، بحسب قائمة “بلومبرج” للمليارديرات. وتعد أسهم شركة “أمباني” العاملة في الطاقة “ريلايانس” الصناعية هي الداعم الرئيسي لثروته حيث وصلت قيمتها السوقية إلى مستوى 100 مليار دولار لتصبح ثاني أكبر شركة هندية مقيدة. ويمتلك “أمباني” مع عائلته 43% من شركة “ريلايانس إنداستوريس”، كما أنه يتقلد منصب الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، ما يعني حصوله على حصة من التوزيعات النقدية بالإضافة إلى الراتب والمكافآت كمدير لتلك الشركة. ويمتلك “أمباني” أيضاً حصة بشركة “ريلايانس إنداستوريس إنفرستراكشر” للبنية التحتية إلى جانب بعض الاستثمارات الخاصة منها خط للغاز. أما البداية لثروة أغنى رجل في آسيا في الوقت الحالي فكانت من عند والد “أمباني” وهو “ضيروباي أمباني” والذي بدأ حياته كعامل قبل أن يتجه نحو تجارة التوابل والنسيج، وبعد ذلك أسس شركة “ريلايانس إنداستوريس” لتصنيع الأقمشة والمنسوجات. أما “أمباني” الابن الذي وُلد بعد 10 سنوات من حصول الهند على استقلالها من الاحتلال البريطاني تحديداً عام 1957، فبدأ حياته العملية متدرب كمهندس كميائي قبل الانضمام إلى مجلس إدارة “ريلايانس” هو وشقيقه الأصغر في عمر 20 عاما. وحاز “أمباني” على ثقة الجميع فهو يدير مشروعات كبيرة ولعب دور هيكلي في نقل الشركة إلى مجال التكرير والبتروكيماويات في فترة التسعينات ثم إلى مجال الاتصالات والتجزئة في الألفية. وكان له دور أساسي في إنشاء أول مشروع صناعي كبير للشركة في “باتالجانجا”، ثم أكبر مجمع تكرير في العالم في “جامناجار” على الساحل الغربي للهند. وبالعودة قليلاً بالزمان تحديداً عند وفاة والد “موكيش” في عام 2002، فإن الوضع بين الشقيقين “موكيش” و”أنيل” كان سيء، حيث خاض الشقيقان نزاعاً استمر لأكثر من عقد من الزمان، ليتم تسوية الخلاف بواسطة والدتهم والذي بمقتضاه تم تقسيم الأعمال بينهما في 2005. وتولى “موكيش” أعمال التنقيب والبتروكيماويات والنفط والغاز، فيما حصل شقيقه “أنيل” على أعمال البناء والاتصالات وتوليد الطاقة. وتطورت ثروة “أنيل” بشكل سيء بعد ذلك، فتضاءل حجمها نتيجة تراكم الديون ومعاناة أعمال الاتصالات لديه نتيجة للمنافسة الشرسة، ليتجه “موكيش لإنقاذ أخيه في النهاية بشراء معظم أصول شركة “ريلايانس كومنيكيشن”. وعلى النقيض من “أنيل” فإن الوضع كان يسير بشكل جيد بالنسبة ل”موكيش”، وبعد انفصال أعماله عن أخيه “أنيل” بدأت “ريلايانس” نموا قويا ومستقرا وصولاً لعام 2008 حيث الأزمة المالية العالمية، وهي الفترة التي شهدت شكوك من جانب المستثمرين لاستراتيجية العودة لسوق الاتصالات عبر الاستحواذ على الشركات الصغيرة. وتراجع سعر سهم الشركة مع تأخر انطلاق الاستراتيجية الجديدة في قطاع الاتصالات، لكنه عاد نحو المكاسب بعد أن أعلن “أمباني” في العام الماضي تسعير خدمات الاتصالات التابعة للمؤسسة. ويعتبر العامل الأكبر مساهمة في دعم ثروة رجل الأعمال الهندي هو شركة “ريلايانس ديو إنفوكوم” للاتصالات، حيث كشف الشركة في الشهر الماضي النقاب عن خطة للاستفادة من المشتركين لديها والبالغ عددهم 215 مليون فرد لتوسيع عروضه للتجارة الإلكترونية. أماعن أسرته الصغيرة، فلدى “موكيش” ثلاث أبناء، حيث لديه توأم يبلغان من العمر 26 عاما، ويشغلان الآن مناصب تنفيذية في قطاع الاتصالات، كما بدأ نجله الأصغر في المشاركة في اجتماعات وفعاليات الشركة. أما عن الهوايات الشخصية الملياردير الهندي فهو محب لأفلام بليود والطعام الهندي ولعبة الكريكيت حيث يمتلك فريق اللعبة في مدينة مومباي الهندية. كما أن “موكيش أمباني” أحد المهووسين بالتقنية ويحب أن يظل متصلاً بأحدث الأدوات والتطورات في مجال الاتصالات والتقنية الرقمية.