قتل المسؤول العسكري في حزب الله اللبناني، سمير القنطار، الأحد 20 ديسمبر/ كانون الأول 2015، في قصف استهدف مبنى كان القنطار موجودا فيه مع عدد من مقاتليه، في حي الحمصي بمدينة جرمانا، الواقعة في ريف العاصمة السورية دمشق. ونعى بسام قنطار شقيقه سمير، فجر اليوم، في صفحته على موقع فيسبوك، دون أن يذكر تفاصيل بشأن وفاته، لكنه قال إن "شقيقه شهيد".
أما حزب الله فأعلن في بيان أصدره صباحا عن مقتل القنطار.
غارة إسرائيلية
وأشارت مواقع موالية للنظام السوري إلى أن 5 قذائف صاروخية ناجمة عن غارة إسرائيلية على الأرجح، سقطت على مبنى سكني في حي الحمصي في جرمانا، وأسفرت عن مقتل مواطنين وإصابة 12، إضافة إلى انهيار المبنى السكني بالكامل، مع ترجيح ارتفاع عدد الضحايا في ظل استمرار رفع الأنقاض. صور المبنى بعد القصف ونعى ناشطون سوريون عبر صفحاتهم على "فيسبوك"، فرحان عصام شعلان، أحد القادة الميدانيين ل"المقاومة الوطنية السورية في الجولان" وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بريف دمشق. ونعت قوات الدفاع الوطني وهي جزء من تجمع وطني واسع للميليشيات السورية الموالية للنظام السورية القنطار وأحد قادته على صفحتها على فيسبوك. وأضافت إن جثمانه أُرسل إلى مستشفى بدمشق قبل لحظات.
إسرائيل ترحب بمقتله
كما رحبت إسرائيل بمقتل سمير القنطار، وقال يؤاف جلانت وزير البناء والاسكان الإسرائيلي لإذاعة إسرائيل"من الأمور الطيبة أن أشخاصا مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءا من عالمنا." وسئل جلانت عما إذا كانت إسرائيل شنت الهجوم قرب دمشق فقال "لاأؤكد أو أنفي أي شيء له صلة بهذا الموضوع." وقالت صحيفة يدعوت أحرنوت، الأحد، "تحافظ الأجهزة الإسرائيلية على الصمت، ويرفضون التعليق على حادثة اغتيال سمير القنطار، المقرب من حزب الله اللبناني". وتتهم إسرائيل القنطار بتكوين مجموعات مسلحة تنشط على الحدود السورية من الجولان المحتل، خاصة في المنطقة التي تقيم فيها الطائفة الدرزية. وتعتبر إسرائيل، بحسب القناة الثانية الإسرائيلية الرسمية، القنطار أحد الشخصيات التي تقود عملا عسكريا من سوريا ضد إسرائيل تحت مظلة حزب الله اللبناني. بدوره، بارك وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، رئيس حزب إسرائيل بيتانو(اليمين)، أفجدور ليبرمان، في تصريحات نقلتها صحيفة معاريف، "عملية الاغتيال، واصفا القنطار بالشخصية التي واصلت منذ سنوات الجهد للمس بالأمن الإسرائيلي"، نافيا أن لديه معرفة بالجهة التي نفذت الهجوم. من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس العمل (اليسار)، "اسحاق هرتسوغ"، إن "قتل القنطار عدالة تاريخية، والمنطقة أكثر أمنا بمقتله".
الافراج عن القنطار
وأفرجت إسرائيل عن القنطار وهو درزي في 2008 في إطار صفقة تبادل للسجناء مع حزب الله اللبناني الذي انضم إليه بعد ذلك. وكان القنطار كان قد أسر في إسرائيل لمدة ثلاثين عاما بعدما قاد عام 1979، عملية نفذتها مجموعة من "جبهة التحرير الفلسطينية" انطلقت بحرا بزورق مطاطي من جنوبلبنان إلى مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل". واستُقبل القنطار استقبالا حاشداً في بيروت التي تزوج فيها من شيعية لبنانية من عائلة تنتمي لحزب الله. ولكن لم يُعرف على الفور الدور الذي كان يلعبه القنطار في القتال في سوريا.والقنطار من مواليد عام 1962. وتعد مدينة جرمانا السورية أحد معاقل تأييد نظام بشار الأسد ويقطنها كثيرون من الأقلية الدرزية السورية بالإضافة إلى مسيحيين.